على رغم إصدار الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس أكثر من 40 مواصفة قياسية سعودية تحدد متطلبات الأداء للمساحيق والغسالات واشتراطات السلامة للملابس، إضافة إلى تعيين البلدية لائحة اشتراطات صحية ترغم العاملين في مغاسل الملابس على شهادات تثبت خلوهم من الأمراض العضوية، وقيامها بحملات تفتيشية للتأكد من مدى ملائمة المكان ونظافته للقيام بعمليات الغسيل، إلا أن البعض من المتضررين يرى أن مراكز طبية تقف شاهد عيان على الأمراض الجلدية التي لعبت مغاسل الملابس دوراً جذرياً في نقلها إلى زبائنها ونشر الأعراض المرضية من شخص مصاب إلى آخر معافى. وتتباين طرق وأساليب غسل وكي الملابس مابين أوتوماتيكية ويدوية وأخرى تعتمد على أجهزة البخار الآلية، كما تتنوع مساحيق تنظيفها وفقاً لطبيعة أنسجتها وحقيقة ألوانها، في حين يتزامن مع ذلك التنوع في طرق الغسيل وأساليب التنظيف تنوع من نوع آخر، يتمثل بظهور أشكال مختلفة من الفطريات وفصائل متعددة من البكتيريا ومثلها من الفيروسات المتنقلة التي تجد من الأنسجة المختلطة ملاذاً آمناً وملجأً مناسباً لنموها وتكاثر أعدادها. وتقول شيخة محمد (23عاماً): «عانيت من أعراض مرضية مثل الحكة والحساسية، واحمرار شديد في مناطق من الجلد، بعدما ارتديت فستان سهرة دفعني جهلي بطريقة غسله وكيه إلى إرساله للمغسلة». وتضيف: «لم أستطع ارتداء الفستان طويلاً، إذ إن ما شعرت به بعد ارتدائه بساعتين من الآلام الجلدية اضطرني إلى تغييره ودهن المنطقة المصابة ببعض المراهم المهدئة وأخرى معالجة». واستطردت: «إن اتباع العاملين لكل ما تفرضه لائحة الشروط البلدية على طبيعة عملهم كفيل بتفادي المشكلات الصحية والوعكات الجلدية التي يقع الزبون أول ضحاياها». في حين لعبت مقاطع «البلوتوث» دوراً كبيراً في دفع عبدالله الشايع (30عاماً) إلى مقاطعة محال مغاسل الملابس واعتماده غسلها في المنزل. ويقول الشايع: «إن مشاهدتي مقطع «بلوتوث» يتم فيه تكرار استخدام ماء الغسيل ذاته مرات متتالية لتنظيف كمية هائلة من الملابس إلى أن طغى اللون الرمادي على لون الماء الحقيقي أثار اشمئزازي». ويتابع:«كما أن عدم اكتراث العمالة الوافدة عزل الملابس التي تحمل بقع دم عن أخرى تكتنز أنسجتها بقايا بقع أطعمة وثالثة تحتوي على مزيج من الزيوت والأصباغ أسهم في اتخاذ قراري بمقاطعة هذه المغاسل حفاظاً على صحتي». أما لمياء الغامدي فبرر اختصاصي جلدية - على حد قولها - إصابتها بفطر التينيا الملونة ووجود بقع بنية في بعض أنحاء جسدها إلى «تعلق بعض هذه الفطريات في أنسجة ملبسي نتيجة خلطها مع ملابس آخرين أثناء مرحلة الغسيل». وتضيف الغامدي: «المشكلة أن المغاسل لا غنى عنها في بعض الحالات، إذ إن هناك ملابس وخصوصاً بعض الفساتين النسائية لا تغسل ألا بأجهزة البخار المتوافرة في المغاسل».