اقتربت المفوضية المستقلة للانتخابات السودانية من إعلان النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية والإقليمية التي انتهت قبل تسعة أيام، وسط تصعيد من المعارضة التي ترفض النتائج وتشكك في نزاهة الاقتراع. وأكد رئيس اللجنة الفنية للانتخابات الفريق الهادي محمد أحمد، أمس، اكتمال كل نتائج الانتخابات الرئاسية ورئاسة حكومة إقليمالجنوب، موضحاً أن نتائج الانتخابات اكتملت في شمال البلاد بنسبة 95 في المئة ولكن في الجنوب لم تكتمل إلا في ولايتين من ولايات الإقليم العشر. وعزا تأخر نتائج ولايات الجنوب إلى أنّ هناك 400 مركز اقتراع يجرى نقل نتائجها عبر النقل الجوي. وسيطر حزب المؤتمر الوطني على اكثر من 90 في المئة من مقاعد البرلمان المخصصة لشمال البلاد وهي 314 مقعداً، ولم تحصل المعارضة إلا على ثلاثة مقاعد فاز بها الحزب الاتحادي الديموقراطي بزعامة محمد عثمان الميرغني. كما حاز حزب المؤتمر الوطني على مناصب حكام الولايات في 13 ولاية من ولايات الشمال ال 15، إذ فازت «الحركة الشعبية» بمنصب حاكم ولاية النيل الأزرق التي يشملها اتفاق السلام. وكان انتخاب حاكم ولاية جنوب كردفان أُرجئ إلى وقت لاحق. وأعربت المجموعة السودانية للديموقراطية والانتخابات «سقدي» والشبكة السودانية لديمقراطية الانتخابات «سندي» التي تضم عدداً من المنظمات المحلية، في مؤتمر صحافي أمس بالتزامن مع مؤتمر مماثل في جوبا عاصمة الجنوب، عن بالغ قلقها ازاء حالات عنف وتخويف وقهر تعرض لها مراقبون في الجنوب من قبل وكلاء وأنصار أحزاب وموظفين مجهولي الهوية، بجانب حالات مشابهة في ولايات غرب وشمال دارفور وجنوب كردفان وسنار وقعت خلال العملية الانتخابية. ونأت المنظمتان بنفسيهما عن الحكم على العملية لكنهما أكدتا حدوث جملة أخطاء. ودمغ رئيس المجموعة السودانية للديمقراطية والانتخابات «سقدي»، عبدالمتعال قرشاب، مفوضية الانتخابات بالضعف في ادارة العملية في كل أنحاء البلاد، بخاصة في مجال التخطيط. وفي ولاية البحر الأحمر في شرق البلاد ظهر مصوّر «فيديو تزوير الانتخابات» الذي انتشر في شكل واسع عبر مؤتمر صحافي عُقد في بورتسودان عاصمة الولاية، وقال مصطفى طاهر عثمان بارواي إنه كان وكيلاً لأحد مرشحي الحزب الاتحادي الديموقراطي المتحالف مع الحزب الحاكم ورصد مظاهر تزوير صريح في مراكز هوسيت وهوشيب وثّقها بكاميرا هاتفه الجوال، مؤكداً أن موظفين يتبعون الى مفوضية الانتخابات كانوا «يحشون صناديق الاقتراع» بأوراق لمصلحة مرشحي حزب المؤتمر الوطني. وفتحت مفوضية الانتخابات في ولاية البحر الأحمر تحقيقاً في شكوى تسلمتها عن مخالفات موثّقة عبر «فيديو» بثته قنوات فضائية يحوي تزويراً مُباشراً، لكن المفوضية قالت إنّ الأمر بالنسبة إليها عمل ملفق. وفي جنوب البلاد حصلت «الحركة الشعبية لتحرير السودان» على مناصب حكام الولايات التي اعلنت نتائجها حتى الآن وغالبية مقاعد البرلمان القومي المخصصة للجنوب وبرلمان الإقليم ولم ينافسها إلا عدد من المستقلين من أعضائها الذين لم ترشحهم وأكدت انها ستتعاون معهم، وعاد الهدوء الأمني الى مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط بعد اشتباكات أسفرت عن قتيل وجرحى عقب إعلان فوز مرشح «الحركة الشعبية» تعبان دينق بمنصب حاكم الولاية، ووقعت الاشتباكات بين أنصار تعبان ومنافسته المستقلة أنجلينا تينج زوجة نائب رئيس حكومة الاقليم رياك مشار. وقال يوهانس فوك الناطق باسم المرشحة المستقلة لمنصب والي ولاية الوحدة، انجلينا تينج، إنهم لا يعترفون بفوز تعبان دينق. وقال في مؤتمر صحافي في الخرطوم إن نتائج الفرز الأولية كانت تشير الى تقدم انجلينا بعدد 68 ألف صوت في مقابل 44 ألف صوت لتعبان دينق، إلا أن قوات تعبان تدخلت في مراكز الاقتراع في مقاطعة فاريا وطردت المراقبين الدوليين وارغمت موظفي المفوضية على تزوير الاصوات بفارق 79 ألف لصالح تعبان. وفي شأن آخر، قالت السلطات أمس إن قوة من «الجيش الشعبي لتحرير السودان» الذي يسيطر على الجنوب الذي يتمتع بحكم ذاتي هاجم منطقتين في ولاية جنوب دارفور ما اوقع 28 قتيلاً وجريحاً من البدو الرحل.