دعا وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الدول العربية الإثنين إلى دعم الجيش اللبناني لمواجهة تداعيات الحرب الأهلية السورية التي قال إنها تهدد بتمزيق البلاد. وانتقل نحو مليون لاجئ سوري إلى لبنان، ما يزيد من الضغط على البنية التحتية ويهدد باضطراب التوازن الطائفي. وقال باسيل للصحافيين قبل القمة العربية المقررة في الكويت غداً الثلثاء إن الأمر "يهدد وجود لبنان"، مضيفاً انه "سيسبب خطرا أيضا على الإنسانية كلها لأن إذا اختفى النموذج اللبناني فمن الممكن توقع صدام كبير بين الحضارات والأديان وكل الاختلافات في العالم". ويخشى كثيرون من أن يؤثر اللاجئون السوريون السنّة الذين يشكلون الغالبية في سورية على التوازن السكاني الهش في لبنان، فيما تصاعد التوتر الطائفي في لبنان الأسبوع الماضي إثر سيطرة القوات السورية بمساعدة عناصر من "حزب الله" على بلدة يبرود الحدودية. وأثار القتال سلسلة من ردود الفعل شملت تفجير سيارات ملغومة وهجمات صاروخية وإغلاق شوارع واحتجاجات طائفية استمرت أياماً عدة، وأعادت إلى الأذهان الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990. وقال باسيل الذي أصبح وزيراً للخارجية في حكومة تشكلت الشهر الماضي إن اجتماعا تحضيرياً مع نظرائه العرب أمس الأحد ناقش الصراع السوري الذي دخل عامه الرابع وقضية اللاجئين ودعم الجيش اللبناني، مضيفاً: "نأمل أن تترجم هذه القرارات إلى واقع من خلال مساعدة مباشرة وملموسة للبنان ودعم للجيش لأن جيش لبنان يحارب الارهاب بالنيابة عن كل العرب وكل العالم". وقال باسيل إن الطريقة الوحيدة لحماية لبنان وحدوده هي تقديم دعم إضافي للجيش. وكانت السعودية منحت ثلاثة بلايين دولار للجيش في كانون الأول (ديسمبر) لتعزيز قدراته، وطلبت من فرنسا تزويده بالسلاح مستخدمة جزءا كبيرا من هذا المبلغ. وأضاف باسيل: "لا يمكننا تقبّل وجود مخيمات مسلحة جديدة سواء كانت لسوريين أو لغيرهم داخل لبنان. إن دعم الجيش أمر حقيقي لمواجهة هذا الخطر المقبل".