قاوم عدد من الشبان والأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في جدة، المظاهر التي تسعى إلى تهميشهم وتكريس نظرة الشفقة تجاههم في المجتمع، بتأسيس فريق أطلقوا عليه «الحياة أمل» يعتمد على عقد اجتماع لهم نهاية كل أسبوع في أحد الأسواق التجارية أو على الكورنيش، لإبراز مهاراتهم المتعددة في الأشغال اليدوية، ورسم اللوحات التي تعكس ما يعتمل في خوالجهم. ويهدف مشروع أولئك الشبان إلى نقل آمالهم وطموحاتهم المنحصرة في إدماجهم في المجتمع بسهولة، وإنهاء حال التهميش الذي يعانونه، وحض الجهات المختصة على توفير سبل الراحة للمعوقين في المرافق العامة، ليؤكدوا للعالم أنهم قادرون على العطاء والانخراط في المجتمع كالأصحاء تماماً. وقالت صاحبة فكرة مجموعة «الحياة أمل» كوثر إسماعيل ل «الحياة»: «نسعى من خلال مجموعتنا إلى تعليم الجيل الجديد، ممن سيتقلدون المناصب القيادية مستقبلاً، بأن المعاق جزء من الحياة التي نعيشها وموجود معنا فهلا جهزنا له البيئة المناسبة للإبداع»، مشيرة إلى أن أهم العقبات التي تواجه المعوقين في حياتهم اليومية افتقاد المرافق العامة للمواصفات التي تراعي ظروف ذوي الاحتياجات الخاصة. وأفادت أن مواقف السيارات والحمامات العامة غير مهيأة للمعاق، إضافة إلى سيارات الأجرة، والأرصفة، والملاهي، مؤكدة أن الطفل المعاق لا يستطيع ارتياد مدن الألعاب لافتقاد ألعابها كافة المواصفات التي تمكنه من اللهو عليها بسهولة. وبينت أن المعوقين تخطوا عقبة الظهور أمام الناس والمجتمع، لكن العقبات التي تواجههم تكمن في تنفيذ المشاريع بطريقة تجعلها غير ملائمة لهم، لافتة إلى أن طلباتهم في «القروب» ليست مادية ولكن من أجل أن يتواصل المعاقون ببعضهم بعضاً. وأضافت: «نشاط مجموعة «الحياة أمل» اجتماعي ثقافي خيري إنساني حواري، أسري، نتعلم من بعض ونساعد بعضاً»، موضحة أن المعوقين يتعلمون التعاون والعطاء والصبر من خلال تعليم بعضهم بعضاً المهارات المختلفة والمواهب، «فحينما يرسمون يساند بعضهم بعضاً فالمبصر يدمج الألوان للكفيف، والمعاق الذي يمشي على عكاز يدفع معاقاً آخر على كرسي متحرك». وذكرت أن أفراد المجموعة يعلمون بعضهم بعضاً أمور دينهم، وسلوكيات في حياتهم ليستفيدوا من التجربة، مبينة أن الفريق بدأ بشخصين في يوم الإعاقة العالمي لهذا العام، وخلال بضعة أشهر أصبح يضم أكثر من خمسين معاقاً من جميع الإعاقات ومن جميع الأعمار. وأشارت إلى أن المجموعة تضم طفلين كفيفين وطفلاً من متلازمة داون وشباناً وفتيات من إعاقات مختلفة، مفيدة أن النساء منفصلات عن الرجال في اجتماعاتهن، «والمجموعة قائمة على التحدي والإصرار، وروح الفريق القوية بالعزيمة للمجابهة». وألمحت إلى أن المعوقين يفرغون أحاسيسهم على الورق بطريقة مباشرة، موضحة أن الكرسي المتحرك ظهر بجلاء في غالبية اللوحات، «حين رسمت طفلة في العاشرة من عمرها منظراً طبيعياً مكوناً من نهر يصل حافتيه جسر خشبي وكرسي متحرك».