بدأ المبعوث الاميركي جورج ميتشل امس مساع جديدة مع الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بهدف اعادة اطلاق المفاوضات غير المباشرة، في وقت كشفت مصادر فلسطينية ل «الحياة» ان الرئيس محمود عباس رفض أخيراً، وبشكل مطلق، عرضاً اسرائيلياًَ يقضي بإقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة على نحو 60 في المئة من الضفة الغربية، يصار بعدها الى مواصلة التفاوض على قضايا الحل النهائي. واضافت ان عباس سيحيل الردود الاسرائيلية التي حملها ميتشل اليه، على اجتماع للجنة المتابعة العربية أعلنت الجامعة انه سيعقد على مستوى وزراء الخارجية في 2 أيار (مايو) المقبل. (راجع ص 4) ورغم تأكيد وسائل الاعلام الاسرائيلية ان لقاء ميتشل مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو امس لم يحقق اي تفاهمات، حتى بعد التطمينات التي نقلها ميتشل عن الرئيس باراك اوباما في شأن الالتزامات الامنية الاميركية تجاه اسرائيل، غير ان أوساط نتانياهو عاودت توقعاتها بأن المفاوضات غير المباشرة ستستأنف قريباً، من دون ان تستبعد إعلانها قبل مغادرة ميتشل، في وقت اعرب وزير الدفاع ايهود باراك عن أمله في استئناف المفاوضات «خلال اسبوعين». ومن المقرر ان يعقد ميتشل اليوم لقاء ثانياً مع نتانياهو، بعدما اجتمع مساء امس مع الرئيس عباس في رام الله حيث شدد على ان الادارة الاميركية تريد تحقيق السلام الشامل في وقت قريب وليس «في مستقبل بعيد وغامض». وقال في بيان تلاه للصحافيين لدى وصوله الى مقر الرئاسة الفلسطينية «ان السلام الشامل يجب الا يكون مجرد حلم، بل حقيقة»، مضيفا: «نريد ان نجعل هذه الحقيقة في وقت قريب وليس في مستقبل بعيد وغامض، وندرك انه كانت هناك انتكاسات وصعوبات، وندرك ايضا انه سيكون هناك المزيد منها في المستقبل، لكننا مصممون وسنواصل حتى نصل الى الهدف». واكد ان اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون طلبا منه ان «انقل بشكل شخصي للرئيس عباس والشعب الفلسطيني كله التزامهما هذا الهدف». وتزامنت محادثات ميتشل مع معلومات نشرتها صحيفة «هآرتس» افادت ان نتانياهو يسعى الى بلورة «صفقة» مع الولاياتالمتحدة تقوم على اقتراح اسرائيلي باقامة دولة فلسطينية في حدود موقتة في مقابل إرجاء بحث قضية القدس الى مفاوضات التسوية الدائمة، ومواصلة البناء في الاحياء الاستيطانية في القدسالمحتلة. واضافت ان نتانياهو يرى في التسوية المرحلية «المخرج الوحيد الممكن من الجمود السياسي الحاصل منذ اكثر من عام». وفيما نفت اوساط نتانياهو ما نشرته الصحيفة، أكدت مصادر فلسطينية ل «الحياة» في رام الله ان عدداً من المسؤولين الاميركيين والاسرائيليين، بينهم الرئيس شمعون بيريز وباراك، حملوا هذا الاقتراح من نتانياهو الى عباس الذي رفضه بصورة تامة، معتبراً انه «فخ لجره الى مفاوضات عقيمة تعمل على تكريس الحدود الموقتة للدولة وتحويلها الى حدود دائمة»، علماً ان الرئيس الراحل ياسر عرفات رفض عرضاً مماثلاً قدمه اليه رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق آرييل شارون اثناء محاصرته في مقر المقاطعة في رام الله عام 2002. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات ان «عباس أكد في المواقف المختلفة وللاطراف المختلفة ان الدولة ذات الحدود الموقتة لم تكن ولن تكون خيارا فلسطينيا». واضاف ان الجانب الفلسطيني متمسك بموقفه الداعي الى وقف كل اشكال التوسع الاستيطاني قبل استئناف المفاوضات.