إسلام آباد، واشنطن - أ ف ب - بدا اتفاق سلام بين الحكومة الباكستانية وحركة «طالبان» على وشك الانهيار أمس، اذ هددت السلطات باستئناف العمل العسكري فيما نفذ عناصر الحركة دوريات في اقليم وادي سوات القبلي (شمال غرب)، في تحدٍ لقرار حظر التجول الذي فرضه بعد رفضهم محكمة استئناف اسلامية انشأتها بموجب اتفاق السلام بحجة لأن تشكيلها لم يستند الى مشاورات مناسبة. وهدد واجد علي خان، المسؤول المحلي في سوات، عناصر «طالبان» بشن حملة عسكرية جديدة، مؤكداً ان دوريات «طالبان» في مينغورا، كبرى مدن سوات، تشكل «انتهاكاً صريحاً لاتفاق السلام يهدف الى تحدي سلطة الحكومة في المنطقة». وأضاف: «سنحاول حل المسألة عبر التفاوض. لكن اذا رفض مسلحو الحركة الالتزام باتفاق السلام، فلن تملك الحكومة الا خيار اطلاق عملية ضدهم». في المقابل، هدد الناطق باسم «طالبان» مسلم خان بالرد على أي هجوم تشنه قوات الامن، «لأننا لم نبرم أي اتفاق مع الحكومة»، علماً انه عثر اول من امس على جثتين مقطوعتي الرأس في خوازة خلا بسوات يعتقد أنهما لعنصرين من القوات شبه العسكرية، فيما جرح أمس جنديان في مكمن نصبه ناشطون لقافلتهما في قرية كوتا. وأفاد سكان في سوات بأن «متمردي طالبان استأنفوا للمرة الاولى منذ وقف النار دورياتهم المسلحة في مينغورا، كبرى مدن سوات، ما بث الرعب مجدداً على المدينة»، مشيرين الى تمركز مسلحي الحركة مجدداً على اسطح مبانٍ كانوا تخلوا عن بعضها بموجب اتفاق السلام الذي وقعته قيادتهم مع الحكومة في شباط (فبراير) الماضي، قبل ان تعلن انسحابها منه الاسبوع الماضي. ورأى الخبير في شؤون شمال غرب باكستان رحيم الله يوسافزي ان «اتفاق السلام انتهى تقريباً، بعدما اطلقت العملية العسكرية وجدد عناصر طالبان هجماتهم». وفي بونير، حيث اعلن الجيش ان جنوده قتلوا 80 متمرداً خلال عشرة ايام من المعارك، سمع اطلاق نار متقطع ودوي قذائف هاون. الى ذلك، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن الادارة الاميركية تشعر بقلق متزايد على سلامة الترسانة النووية لباكستان مع تصاعد نشاط الاسلاميين المتطرفين في البلاد. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم ان «ادارة الرئيس باراك اوباما قلقة من امكان استيلاء ناشطين على اسلحة اثناء نقلها، او ادخال مؤيدين لهم الى مختبرات او منشآت لانتاج وقود نووي»، فيما استبعدوا مواجهة الترسانة التي يتواجد الجزء الاكبر منها جنوب العاصمة اسلام آباد، خطراً وشيكاً. لكن الصحيفة اشارت الى ان الولاياتالمتحدة لا تعرف مواقع هذه المنشآت النووية بالتحديد، وان الباكستانيين رفضوا طلبها الحصول على تفاصيل اكثر دقة حول مواقع المنشآت النووية في البلاد وامنها، «خشية استيلاء الاميركيين على الترسانة او تدميرها». ويستقبل الرئيس اوباما غداً نظيريه الافغاني والباكستاني حميد كارزاي وآصف علي زرداري في قمة مصغرة ستتناول التهديدات الامنية للبلدين ووسائل مواجهتها. ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤول اميركي كبير قوله: «نعتمد الى حد كبير على تأكيدات نسمعها منذ سنوات في شأن سيطرة إسلام آباد على الترسانة النووية، وهي تزداد بقدر ما يسوء الوضع».