كشفت مصادر فلسطينية ان الرئيس محمود عباس رفض أخيراً عرضاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يقضي بإقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة على نحو 60 في المئة من الضفة الغربية، يصار بعدها الى مواصلة التفاوض على قضايا الحل النهائي. وقالت ان عباس اعتبر العرض الإسرائيلي «فخاً لجره الى مفاوضات عقيمة تعمل على تكريس الحدود الموقتة للدولة وتحويلها الى حدود دائمة». وأضافت ان عدداً من المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين حملوا اقتراح نتانياهو الى عباس الذي رفضه بصورة تامة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون قدم عرضاً مماثلاً للرئيس الراحل ياسر عرفات اثناء محاصرته في مقر المقاطعة في رام الله عام 2002. وقال مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة» ان عمري شارون نجل شارون قدم الى عرفات في مقر المقاطعة حاملاً معه العرض الذي يقضي بتوقف اعمال العنف، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من المدن، وإعادة بناء اجهزة الأمن الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة على نحو 55 في المئة من الضفة، والتفاوض بعد ذلك على قضايا الوضع النهائي. وأوضحت المصادر ان كلاً من الرئيس شمعون بيريز ووزير الدفاع ايهود باراك حاولا اقناع مسؤولين اميركيين بأن عرض نتانياهو هو المخرج الممكن من ازمة المفاوضات الراهنة، مشيرين الى ان نتانياهو لن يتمكن من وقف الاستيطان في القدس، وأن الرئيس الفلسطيني لن يتمكن من العودة الى المفاوضات في ظل تواصل الاستيطان. وتابعت ان بيريز وباراك اجريا اتصالات هاتفية مع الرئيس عباس لحضه على قبول العرض، مشيرين الى ان هذا الحل لن يكون نهائياً، وأنه افضل من الوضع القائم. وقال المسؤول الفلسطيني ان نتانياهو يحاول عبر هذا الاقتراح الهروب من الضغط الأميركي والدولي لوقف التوسع الاستيطاني. من جهة أخرى، ابلغ نتانياهو المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل الذي التقاه امس، رفضة اثنين من المطالب الأميركية الرامية الى تعبيد الطريق للعودة الى المفاوضات «التقريبية»، وهما وقف الاستيطان في القدس وتحويل مساحات من مناطق (ج) (الواقعة تحت السيطرة الإدارية والأمنية الإسرائيلية) الى السلطة الفلسطينية. وأضاف ان تحويل مناطق (ج) الى السلطة يتطلب التوصل الى اتفاق جديد على غرار الاتفاقات التي أعقبت اتفاق اوسلو، مثل اتفاق القاهرة والخليل وغيرها، والمصادقة عليه من الكنيست. وجدد نتانياهو القول انه لا يستطيع وقف الاستيطان في القدسالشرقية. وأبلغه بموافقته على قائمة المطالب الأخرى مثل اطلاق نحو ألف معتقل، وإزالة عدد كبير من الحواجز العسكرية، والسماح للسلطة بالعمل في اجزاء من المناطق (ج) من دون نقلها رسمياً الى السلطة، وتخفيف الحصار عن قطاع غزة وغيره. وفي تعقيب له على عرض نتانياهو، قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات ان «الرئيس عباس أكد في المواقف المختلفة وللأطراف المختلفة ان الدولة ذات الحدود الموقتة لم تكن ولن تكون خياراً فلسطينياً». واضاف ان السلطة متسمكة بوقف كل اشكال التوسع الاستيطاني قبل المفاوضات. ووصل ميتشل الى رام الله أمس لإطلاع عباس على نتائج لقاءاته مع الإسرائيليين. وقال عريقات ان الرئيس سينقل الردود التي حملها ميتشل الى مجلس الجامعة العربية الأسبوع المقبل. وكان مجلس الجامعة وافق على اقتراح اميركي بإجراء مفاوضات «تقريبية». لكن الجانب الفلسطيني تراجع عن هذه المفاوضات عندما اعلن نتانياهو مشروعاً لإقامة 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدسالشرقيةالمحتلة.