ابلغ مصدر روسي «الحياة» أن الرئيس ديمتري مدفيديف سيزور دمشق في 11 ايار (مايو) المقبل في اطار جولة تشمل تركيا. وتأمل القيادة الروسية أن تشكل الزيارة، وهي الاولى التي يقوم بها رئيس روسي لدمشق، دفعة مهمة لتعزيز علاقات التعاون بين الجانبين. ورغم أن الكرملين لم يعلن رسميا تفاصيل الزيارة وجدول أعمالها، اوضح المصدر ان مدفيديف يصل الى دمشق من انقرة في زيارة تستغرق يوما واحدا، يجري خلالها محادثات مع الرئيس بشار الأسد، ينتظر ان يتم التركيز خلالها على العلاقات الثنائية والوضع في الشرق الأوسط. ومعلوم أن العلاقات بين موسكوودمشق تلقت دفعة قوية خلال الزيارة التي قام بها الأسد لموسكو العام 2005، خصوصا بعدما تمكن الطرفان من تذليل عقبة مهمة امام جهود تنشيط التعاون، والمتمثلة بتسوية ملف الديون الروسية على سورية. ووقع الجانبان حينذاك اتفاقات عدة مهمة فتحت افاقا جدية للتعاون. وتأتي زيارة مدفيديف بعد مرور وقت قصير على اعلان إنتهاء عمليات الترميم لتحويل مركز الصيانة الروسي في ميناء طرطوس إلى قاعدة اساسية لتوقف السفن الحربية الروسية في حوض المتوسط. وهي خطوة تركز المؤسسة العسكرية الروسية كثيرا على اهميتها. وبحسب المعطيات المتوافرة، فإن مدفيديف مهتم بالبحث في تطوير التعاون الثنائي وفتح افاق جديدة أمامه، خصوصا على صعد مجالات السياحة والتكنولويات الدقيقة والاستخدام السلمي للطاقة النووية، وأيضا على المستوى العسكري ، باعتبار أن محادثات البلدين بشأن تزويد سورية بطرازات حديثة من طائرات «ميغ» وأنظمة الدفاع الجوي مستمرة منذ فترة طويلة. وثمة عقود تم تنفيذها، بينها تزويد دمشق أنظمة صاروخية من طرازي «أس 300» و»أسكندر»، وأخرى ما زالت قيد البحث. ومعلوم أن موسكو تعرضت لضغوط برى من جانب واشنطن وتل ابيب لتجميد تعاونها العسكري مع دمشق، لكنها أكدت أكثر من مرة عزمها على مواصلة هذا التعاون بإعتبار أن مبيعاتها من السلاح لسورية «تقتصر على الأسلحة الدفاعية». وعلى الصعيد السياسي تصر موسكو على ضرورة اطلاق عملية سلام جدية، تشمل كل المسارات، بإعتبار أنه «لا يمكن ان تقوم تسوية شاملة وقابلة للحياة في المنطقة من دون مشاركة سورية». وكانت موسكو اعلنت دعمها جهود الوسيط التركي بين سورية واسرائيل. ولمح مسؤول في الخارجية الروسية إلى استعداد موسكو للعب دور انشط في هذا المجال إذا تلقت روسيا طلبا بها الشأن من الطرفين.