بدأت في العاصمة الفرنسية فعاليات مهرجان السينما الخليجية الذي ينظمه معهد العالم العربي في باريس خلال الفترة بين 23 و26 آذار (مارس) الجاري، بمشاركة كويتية يتصدرها الفيلم الروائي «تورا بورا». وقالت مديرة معهد العالم العربي منى خزندار في كلمتها خلال حفلة الافتتاح التي أقيمت ليل أمس، إن «مهرجان السينما الخليجية في باريس يشكل فرصة للجمهور الفرنسي للتعرف على أعمال نخبة من أبرز المخرجين والمخرجات في الخليج وما يقدمونه من أفلاماً روائية مميزة تحمل في مضمونها ما يشغلهم ويشغل مجتمعاتهم». وأضافت خزندار أن معهد العالم العربي يولي اهتماماً كبيراً لهذه الفعالية الثقافية المتميزة للاطلاع على نماذج متقدمة وملفتة خرجت بها السينما الخليجية الشابة والتعرف على صانعيها ومبدعيها وما حققته من إضافة لافتة الى السينما العربية، متقدمة بالشكر لمجلس التعاون الخليجي على مشاركته في تنظيم هذا المهرجان. وأكدت أن الحركة السينمائية في الخليج استفادت من النهضة الملفتة التي تشهدها بلدان الخليج عموماً في مختلف أنشطتها الثقافية والتربوية والإنمائية وغيرها، لافتة إلى أن السينما الخليجية باتت اليوم تحتل مكانة مرموقة وأصبحت محط أنظار السينمائيين العرب. وأشادت خزندار بإسهامات الرواد الأوائل في السينما الخليجية من بينهم المخرج الكويتي خالد الصديق بفيلمه «بس يا بحر»، موضحة أن «هؤلاء مهدوا الطريق في السيتينيات والسبعينيات أمام جيل الشباب الذين يصنعون السينما اليوم». كما ثمنت حضور المرأة القوي في هذه التظاهرة بمشاركة سبع مخرجات شابات صنعن أفلاماً سينمائية نال بعضها جوائز عديدة في مهرجانات دولية سابقة إلى جانب 12 مخرجاً من الخليج العربي. وقال ممثل مجلس التعاون لدول الخليج العربية مدير إدارة الثقافة والفنون في دولة الإمارات عبيد الشامسي في كلمته أن «دول الخليج خطت خطوات متسارعة في الاهتمام بالعمل الثقافي السينمائي لما له من دور وتأثير كبير في الحياة الاجتماعية في المنطقة». وأضاف الشامسي أن التنوع في إنتاج الأفلام السينمائية في الخليج بين قصيرة وطويلة ووثائقية يبرز ويجسد دور المتخصصين في دول الخليج في العمل السينمائي الذي عمق ورسخ اهتمام الشعوب بمكانة ودور السينما والفنون الثقافية المرتبطة بها. وأوضح أن إقامة هذه التظاهرة في باريس يمثل تفعيلاً للتعاون الثقافي المشترك بين دول الخليج العربي وفرنسا، مؤكداً أهمية التواصل الثقافي المستمر بين دول الخليج ودول العالم وإبراز الصورة المثلى للثقافة والفن الخليجي. ويشارك الفنان الكويتي سعد الفرج والمخرج وليد العوضي بفيلم «تورا بورا» الذي سيعرض خلال فعاليات المهرجان ويقوم ببطولته نخبة من الفنانين، في مقدمهم سعد الفرج وأسمهان توفيق وخالد أمين وعبدالله الطراروة. يذكر أن فيلم «تورا بورا» نال نصيباً كبيراً من الدعوات العربية والدولية لإعادة عرضه في محافلها من أبرزها مهرجان «كان» السينمائي الدولي كتجربة أحدثت نقلة نوعية في السينما الكويتية بفيلم روائي طويل مدته مئة دقيقة وحصد العديد من الجوائز على المستوي الخليجي والعربي. وحصل الفيلم في مهرجان الخليج السينمائي عام 2012 في دبي على جائزتين هما جائزة لجنة التحكيم وجائزة أفضل ممثل، كما عرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ال35 في كانون الأول (ديسمبر) من العام ذاته وفاز من خلاله سعد الفرج بجائزة أفضل ممثل عربي. كما حصد الفيلم أربعة جوائز في المهرجان السينمائي لدول مجلس التعاون الأخير الذي احتضنته الكويت في أيار (مايو) الماضي، وهي جوائز أفضل فيلم روائي طويل وأفضل موسيقى تصويرية وأفضل تصوير وأفضل ممثل للفنان القدير سعد الفرج.