أن يتفق الفريقان المتنافسان على سوء حكم المباراة أو عدم رضاهما عن قراراته، فذلك يعني نجاح الحكم في إدارة أحداث اللقاء، وإن حدثت أخطاء، فهي لم تكن متعمدة ووقعت على الفريقين، والقاعدة الكروية تقول: «الحكم الناجح هو الأقل أخطاء». تابعت كأحد المحايدين مباراة النصر والهلال في ذهاب كأس الأبطال، واستمتعت كغيري بلقاء مثير منذ البداية، ووصل إلى أعلى درجات الإثارة بتحولات المباراة في شوطها الثاني، الذي شهد انتفاضة صفراء منذ الدقيقة ال 60، وقبل أن يلوم الهلاليون حكم المباراة خليل جلال، عليهم أن يلوموا فريقهم ومدربهم، فقد تقدموا بثلاثة أهداف في الشوط الأول من المباراة، واستهلوا الشوط الثاني بالهدف الرابع، ثم تراجعوا وتركوا كل شيء للنصر! ولو افترضنا أن الحكم هو من منح النصر الهدف الأول، لقلنا ربما كان الهلاليون على حق، على اعتبار أن حكم المباراة أسهم بقراره في التحول، الذي حدث بعد الهدف الهلالي الرابع، إلاّ أن هدف النصر الأول الذي جاء عن طريق الأرجنتيني فيغاروا كان هدفاً «ملعوباً»، أما الجانب النصراوي فأنا أتعجب كثيراً من هذه اللغة، التي يتحدث بها بعض أعضاء الشرف، وأعني هنا الأمير ممدوح بن عبدالرحمن، فقد أطلق على الحكم اسم (خليل هلال)، ووصفه بأنه منتدب هلالي دائم، فهل هو من سجل أهداف الهلال الأربعة؟ إذا كان ما يقوله الشرفي النصراوي صحيحاً، فلماذا يقول المشرف على كرة القدم الهلالية، سامي الجابر عن حكم المباراة: «دق المسمار الأخير في نعش التحكيم السعودي، وإنه بيّت النية لطرد الفريدي، ونصحه بعدم التحكيم في كأس العالم»! حتى النصر الذي عاد إلى المباراة، وقلّص النتيجة إلى هدف واحد، لم يكن لحكم اللقاء دور في تسجيل منافسه لهدفه الخامس، إلا إذا كان على الحكم أن يتغاضى عن الأخطاء ويقف متفرجاً عليها، فهذا قانون جديد لم يقره اتحاد بلاتر حتى الآن! إن المشكلات في رأيي هي أننا لم يعد لدينا شعور بالأمان من الحكم السعودي، بل إننا فقدنا الثقة فيه، على رغم أن أخطاء الحكم الأجنبي فادحة وكوارثية، ولكننا «نبلع بلاوي» الحكم الأجنبي، ونصفها بأنها غير مقصودة، ونعتبرها من أخطاء كرة القدم، وهذا الحكم الأجنبي الذي ندافع عنه في كل وقت، هو الذي منح فرنسا بطاقة التأهل إلى كأس العالم المقبلة بقراره التاريخي، ولم يستبعد من قائمة الحكام في جنوب أفريقيا صيف هذا العام، إضافة إلى أخطاء بالجملة في دورينا كانت خلفها صافرة أجنبية! إنني أقولها «وأجري على الله» إن حكم مباراة النصر والهلال الدولي خليل جلال وليس «خليل هلال أو خليل بن نصر»، كان شجاعاً ونجماً من نجوم مباراة «الدربي»، وتصرف مع أحداثها الملتهبة بحكمة، وكان يميل إلى «روح القانون»، ولو طبق «نص القانون» لطرد «نصف الفريقين»! كنت أتمنى لو أن لجنة الحكام وأمانة اتحاد الكرة عندما وقع اختيارهما على الحكم خليل جلال لقيادة المباراة، أن تكونا توصلتا إلى قرار بتسريب اسم الحكم على أنه حكم أوروبي يحمل الجنسية اليونانية، واسمه «خليلو جليلو» أو أي اسم مستعار آخر، ومن المؤكد أنه سيجد بعد صافرة النهاية ثناء كبيراً من الطرفين واحتراماً لقراراته، ولما سمعنا كل هذا الهجوم، ولكن لا مانع من تطبيق ذلك في مباريات الفريقين المقبلة. [email protected]