وصلت إلى بيروت بعد ظهر أمس 4 طوافات «بوما» جواً، من الإمارات العربية المتحدة هي جزء من هبة إماراتية الى الجيش اللبناني، على أن تجرى مراسم التسليم والتسلم اليوم. وكان رئيس هيئة الإمداد في الجيش الإماراتي اللواء فارس محمد احمد المزروعي زار بيروت على رأس وفد عسكري، وناقش أول من أمس مع قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي التعاون العسكري بين الجيشين، وموضوع الهبة المقدمة من دولة الامارات العربية المتحدة وهي عبارة عن عدد من الطوافات نوع «بوما». قهوجي الى ذلك، أكد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي أن الاستقزازات الاسرائيلية للبنان «لا يمكن أن تعدل قيد أنملة من القرار الثابت والحاسم للجيش في الدفاع عن كل ذرة من تراب الجنوب، وفي التصدي للعدو بكل الإمكانات المتاحة، ومهما بلغت التضحيات، فنحن أبناء الأرض، وقوتنا مستمدة من قوة حقنا وعدالة قضيتنا»، داعياً العسكريين إلى «مزيد من الجاهزية والاستعداد لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي محتمل، ومواكبة مختلف الاستحقاقات المقبلة». كلام قهوجي جاء خلال جولة تفقدية للوحدات المنتشرة في الجنوب حيث اطلع على التدابير الميدانية المتخذة، ثم اجتمع إلى قادة الوحدات وضباطها وأعطى توجيهاته اللازمة. وكان قهوجي زار بلدة قانا الجليل في الذكرى السنوية الرابعة عشرة للمجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق أبنائها العام 1996، وكانت في استقباله وفود شعبية على رأسها النائبان عبد المجيد صالح ونوّاف الموسوي. وأشار قهوجي خلال اجتماعه بالعسكريين، إلى أن «لبنان يعيش في هذه الأيام ذكرى المجزرة الوحشية التي ارتكبها العدو الإسرائيلي عن سابق تصور وتصميم، بحق أطفال ونساء وشيوخ، التجأوا إلى أحد مراكز قوات الأممالمتحدة، ظناً منهم أن العدو لا يجرؤ على ضرب السلام في عرينه، وتحدي إرادة العالم وغضب الإنسانية جمعاء، لكنّ هذه الدماء الزكية استحالت ناراً تحرق وجه العدو، وإرادة جارفة على طريق تحقيق الانتصار الكبير في أيار العام 2000». ولفت الى «محاولات العدو المستمرة للانتقام من لبنان، والتعويض عن هزائمه بطرق وأشكال مختلفة، حيناً من خلال الخروق الجوية والبحرية السافرة، وحيناً آخر من خلال التعدي المباشر على الأرض والمواطنين، كما حصل بالأمس القريب في بلدة العباسية»، مؤكداً أن «رصد الجيش بالتعاون مع القوات الدولية لتحركات العدو، أحبط نياته التوسعية وأجبره على العودة إلى مواقعه». وأضاف: «هذه الاستفزازات المتكررة، والمترافقة دائماً مع إطلاق المزاعم والتهديدات من قبل قادة الكيان الإسرائيلي ضد لبنان، بجيشه وشعبه ومقاومته، إنما تأتي في سياق هروب العدو من أزماته الداخلية لتضليل الرأي العام المحلي والدولي، إضافة إلى استطلاع موقف الجانب اللبناني من تطور الأحداث، واستدراجه إلى ردود فعل غير محسوبة». ووضع قهوجي اكليلاً على أضرحة الشهداء، وألقى صالح كلمة شدد فيها على «دور الجيش في حفظ الأرض وحمايتها جنباً الى جنب مع المقاومة وأبناء الوطن»، وعلى «اهمية صون الوحدة الوطنية والمؤسسات». وأكد «ضرورة تعزيز العيش المشترك بمواجهة التهديدات الصهيونية». ورحّب الموسوي بقهوجي باسم المقاومة، مذكراً إياه ب «تاريخه في المشاركة بالتصدي للعدوان الإسرائيلي أيام كان قائداً لوحدات في الجيش قبل أن يكون قائداً له». وقال: «أهلنا الذين ذبحوا هنا لن يجدوا لهم ملاذاً ومأمناً وحماية وحصانة الا قدراتهم الذاتية التي تتجسد في مقاومتهم وجيشهم، وأنتم اليوم وفي موقعكم كضمانة للجيش الأقدر على الاستمرار في هذه التجربة التي اسهمت في انجاز التحرير».