أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم، المسلمين بتقوى الله في السر والعلن، موضحاً أن «وعي الأمة وحذرها كفيلان بتوفيق الله لجعلها أمة قوية ذات شوكة ومنعة أمام أعدائها وخصومها الذين يتربصون بها الدوائر، فتعلم حينئذ متى تحلم ومتى تحزم، متى تنأى ومتى تعزم». وقال في خطبة أمس (الجمعة): «اعلموا أن هذه الأرض المباركة محسودة مقصودة تحدق إليها أبصار الطامعين في خيراتها واستقرارها وعرصاتها المقدسة في الحرمين الشريفين، فينظرون إليها نظرة غيرة وشزر ملؤهما الأطماع الاقتصادية والسياسة والجغرافية، التي يراد من خلالها تطويق المنطقة برمتها والاستحواذ على خيراتها ومقوماتها ومقدساتها، والاستئثار بما وهبت به بلاد الحرمين الشريفين من رعايتهما والتشرف بهما، فلم يهدأ للطامعين بال، ولم تغمض للحاسدين عين». وأضاف أن هؤلاء المتربصون «اخذوا يثيرون الزعزعة والتدخل فيما لا يعنيهم حتى أنهم ليجادلون في حماية الأنفس وهم جزاروها ويتلاعبون بالدماء المعصومة ثم هم يتورعون عن قتل الذباب في الحرم، لقد قابلوا الإحسان بالإساءة والحلم بالجهل والأناة وطول النفس بالحماقة». وأشار إلى أن «في الحزم هيبة وفي العزم قوة ونجاحاً بعد توفيق الله، فإن الله جل وعلا أوصى الأمة المسلمة بتحصيل وسائل القوة لتشمل كل مقومات القوة، اقتصادية كانت أم سياسية، أم علمية، أم اجتماعية، أم عسكرية». وأكد أن «قوة الدولة هي القدرة على التأثير بحيث تكون حال وعيها وحذرها بسبب هذه القوة من أهم دعامات تأثيرها وإثبات وجودها، فتستعمل مصادر قوتها لتكون رسماً متناسقاً تستطيع من خلاله أن تحدد موقفها وقت السلم كيف يكون، وكيف يكون وقت الشدائد». وشدد على أن «بلاد الحرمين ناهضة بحزمها وعزمها، قوية بقوة الله وتوفيقه، ثم بقوة ولاتها وعلمائها وشعبها، ملتزمة بثوابتها، معتزة بهويتها، ولن يضيرها صرخات التهويش والتشويش التي تنطلق حتى يرجع صدى الصراخ مبحوحاً وهو حسير، (فاللهُ خيرٌ حافظاً وهو أرحمُ الراحمين)». ... وخطيب المسجد النبوي: اضربوا بالسيف مفرّقي الجماعات كائناً من كانوا شدد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالبارئ الثبيتي على أن «الحدود لم تشرع للتشفي والانتقام وإلحاق الأذى، وإنما شرعت لغايات نبيلة للمحافظة على مصالح المجتمع الكبرى»، مبيناً أن «تنفيذ الأحكام الشرعية حداً وتعزيراً بحكم رادع سطره القضاء الشرعي بحق الفئة الضالة ممن اعتنق المنهج التكفيري وروع الآمنين وقتل الأبرياء وحرض على القتل واعتدى على الممتلكات العامة، وهم فئة قليلة لا تمثل أبناء الوطن المخلصين، ولن يفت في العضد الأقوال الشاذة وردود الأفعال المتشنجة ممن دأب على زرع الفتن ليقضي على رغد البلاد ورخائها، فأصحاب تلك الأقوال هم أساس الإرهاب وأسه ومنبعه، يموهون على السذج بدعايات زائفة وشعارات براقة لا رصيد لها من الواقع». وقال في خطبة أمس (الجمعة): «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أتاكم، وأمْرُكُمْ جَميعٌ على رجلٍ واحدٍ، يريدُ أن يشقَّ عصاكم أو يفرّقَ جماعتكم فاقتلوه»، وقال عليه الصلاة والسلام: «إنه ستكونُ هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهُمْ جميعُ فاضربوه بالسيف كائناً من كان». وأشار إلى أن «الشريعة الإسلامية مبنية على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد، والشريعة هي عدل ومصالح وحكمة، فهي عدل الله بين عباده ورحمته وظله في أرضه، وهي العصمة للناس، لأن الحياة الإنسانية لا تصلح إلا بنظام ترجع إليه وتشريع يحكم أمرها، ولأن تمسك الأمة بشريعتها يغنيها عن الخوض مع المجادلين والتأثر بالمنازعين الذين يصدون عن ممسك الهدى»، مشيداً بما يقوم به رجال الأمن والمرابطون على الحدود في محاربة الإرهاب وكشف أوكار الفاسدين ووأد مخططاتهم.