استردت مطارات أوروبا 75 في المئة من حركتها المعتادة بعد شلل استمر أسبوعاً بسبب سحب الرماد البركانية المنبعثة من أيسلندا والتي أثارت مخاوف حول سلامة السفر بالطائرات. وتأكد الانفراج التدريجي في حركة الملاحة الجوية الأوروبية الأربعاء مع استئناف العمل في مطار «هيثرو» اللندني، الأول بين مطارات العالم، وإعادة فتح المجالات الجوية في معظم بلدان أوروبا، فيما هدأ نشاط بركان «ايافيول» الايسلندي. وبدأ ملايين الركاب المحتجزين منذ أسبوع في مختلف أنحاء أوروبا ومناطق أخرى من العالم يلمسون نهاية الأزمة، غير أن السلطات وشركات الطيران حذرت من أن عودة الوضع برمته الى طبيعته سيستغرق بضعة أيام. ومارست الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش آروايز) ضغوطاً على سلطات النقل الجوي، أدت الى فتح مطارات بريطانيا كلها ليل الثلثاء - الأربعاء، بعدما أرسلت الشركة 26 رحلة دفعت واحدة طالبة هبوطها في المطارات. ووصلت أول رحلة بريطانية الى مطار «هيثرو» اللندني ليل الثلثاء قادمة من فانكوفر في كندا. وسارت رحلات جوية من مطارات باريس وأمستردام وفرانكفورت إلى بريطانيا في حين ظل مجال الطيران مغلقا في بعض أجزاء من ألمانيا وإرلندا. وعلى رغم الانفراج النسبي، توقعت مصادر الطيران أن يستغرق الأمر أسابيع لإعادة كل الركاب إلى بلادهم. وما زال البركان الثائر في جنوب ايسلندا يلفظ حمماً بركانية تتسبب برماد في الأجواء، لكن وكالة حماية المدنيين في أيسلندا أعلنت أن البركان فقد 80 في المئة من قوة انبعاثه التي كان عليها منذ أسبوع. وتوقعت هيئة الطيران في المملكة المتحدة إن يظل الحظر على التحليق مفروضاً في بعض المناطق غير الآمنة حيث تزداد كثافة الرماد البركاني. وتوقعت «بريتيش آروايز» وصول نحو عشرين رحلة جوية قادمة من الولاياتالمتحدة وأفريقيا وآسيا. أما الخطوط الجوية الفرنسية فأعلنت إنها ستستأنف كل رحلاتها الطويلة على رغم توقف بعض رحلاتها إلى أجزاء من شمال أوروبا. وفتحت جمهورية ارلندا مجالها الجوي في حين أعادت النروج فتح مجالها الجوي. وظل المجال الجوي في فنلندا مغلقاً، فيما أعلنت هيئة الطيران في الدنمارك عن فتح مجالها الجوي. وفي ألمانيا سمح للطيران بالقيام ب 800 رحلة جوية على ارتفاع منخفض كما أعادت بولندا المجاورة فتح مجالها. وغادرت مدريد ليل الثلثاء أول دفعة من أسطول الحافلات التي أرسلتها الحكومة البريطانية لمساعدة المسافرين العالقين في العودة إلى منازلهم . وفي مواجهة اتهامات الى الحكومات بالمبالغة في الحذر من سحابة الرماد البركاني، قال رئيس منظمة الطيران المدني الدولي روبرتو غونزاليس إن أنظمة رصد الأخطار التي تنجم عن النشاط البركاني كانت تعمل على نحو سلس ولكن هذا الاضطراب الذي وقع لم يسبق له مثيل مما يتطلب إنشاء شبكة عالمية لتحديد مستويات السلامة بصورة روتينية. وأضاف غونزاليس أن هذا العمل سيتم بالتعاون مع العلماء والحكومات وشركات الطيران والشركات المصنعة للطائرات. وأعلنت المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية (يوروكونترول) تسيير نحو 75 في المئة من رحلات الطيران في أوروبا أمس، بعد تخفيف القيود على التحليق. وأشارت «يوروكونترول» في بيان الى انها تتوقع أن يبلغ عدد الرحلات الجوية 21 ألفاً مقارنة بمعدلها الطبيعي البالغ نحو 28 ألف رحلة يومياً في القارة. وأضافت المنظمة أن معظم المجال الجوي دون ارتفاع 20 ألف قدم أصبح متاحاً مع قيود في بعض المناطق مثل جنوبالسويد وهلسنكي. وتوقعت رفع هذه القيود تدريجاً خلال ساعات.