شكّلت وزارة الصحة العراقية غرفة عمليات مشتركة لوضع خطط طارئة للوقاية من مرض إنفلونزا الخنازير الآخذ في الانتشار عالمياً، ودخل الشرق الأوسط من خلال مجموعة من الإصابات في إسرائيل. وأعلن نائب رئيس الوزراء العراقي رافع العيساوي ووزير الصحة صالح الحسناوي تشكيل غرفة عمليات مشتركة لمتابعة الوباء. وأكد العيساوي في بيان أن «البلاد خالية من المرض... هناك تعاون مع منظمة الصحة العالمية بغية وضع خطط طارئة لمواجهة المرض إذا ما وصل للبلاد لا سيما بعد إعلان بعض دول أميركا الشمالية عن وجود إصابات مؤكدة للوباء، إلى جانب تسجيل حالات وفاة بالمرض». وأوضح الحسناوي أن الوزارة مستعدة تماماً وأن فرقاً ومراكز مختصة شُكّلت في بغداد والمحافظات. وأضاف: «مثلما نجحنا في مواجهة مرض أنفلونزا الطيور ومحاصرته في العراق، سننجح في الوقاية من وباء أنفلونزا الخنازير». وفي سياق متصل، ناشد مدير عام دائرة الصحة العامة ورئيس اللجنة الفنية للإنفلونزا الوبائية الدكتور إحسان جعفر، المواطنين التعاون مع الفرق الصحية المشتركة وتنفيذ تعليماتها تحسباً لأي طارئ. وأوضح في اتصال مع «الحياة»، أن أي إصابة لم تسجل في العراق. وقال: «هذا لا يعني أن البلاد مستثناة من هذا المرض الوبائي، الذي تجاوز مراحل متطورة أي انه تجاوز مرحلة الانتقال من الحيوان (الخنزير) إلى الإنسان ودخل في طور الانتقال الفيروسي من شخص لآخر عبر تطاير رذاذ المصاب في الهواء». وأضاف: «فترة حضانة المرض تتراوح بين 4 و7 أيام وأعراضه تشبه بدايات الزكام في فصل الشتاء، إذ تشمل ارتفاع درجات الحرارة والرشح وإعياء الجسم وغيرها. وقد تبدو هذه الأعراض طبيعية إذا ما جهل الفرد خطورة المرض. ولا بد من المبادرة لإجراء فحوصات طبية فورية للتأكد من عدم الإصابة بالمرض». وزاد: «يجب التركيز على المطارات والمنافذ الحدودية البرية حيث يفد الآلاف إلى البلاد يومياً من بلاد مختلفة، ويجب اتخاذ إجراءات احترازية مثل إخضاع الوافدين لاختبارات صحية لا سيما الذين تبدو عليهم علامات الزكام وأمراض البرد». وأضاف: «نحن في وزارة الصحة نتابع باستمرار النشرات الدورية التي تصدرها منظمة الصحة العالمية عن هذا المرض». وفي الإطار عينه، ناقشت دائرة صحة البصرة (جنوب العراق) في اجتماع طارئ، الإجراءات اللازمة لتفادي وصول المرض وانتشاره، خصوصاً أن المدينة من المنافذ الحدودية المهمة. وفي اتصال مع «الحياة»، أوضح وليد كيطان عضو مجلس المحافظة أن الجهات الصحية والمؤسسات المعنية بصحة الفرد أعلنت عن اتخاذ تدابير احترازية لمنع وصول المرض الى المدينة الحدودية. وأشار الى ان «هناك خطة توعية تعتمدها الجهات الصحية والطبية لتوعية الأهالي بمخاطر المرض، وطُرُق الحد منه». وأضاف: «حتى الآن وبحسب اطلاعنا على تقارير اللجان الطبية، لم توجد أي إصابات بالمرض. واتخذت المشافي في المدينة إجراءاتها لمواجهة الحالات المصابة من خلال عزل بعض الردهات المخصصة للمصابين إن وجدوا. وشدّدنا على مشرفي المنافذ الحدودية في المدينة للتأكد من صحة الوافدين وخلوهم من المرض». وفي وقت سابق، أشار مدير شعبة تعزيز الصحة في وزارة الصحة الدكتور قصي عبد اللطيف، الى ان العراق لا يملك أمصالاً خاصة بالمرض ولا لقاحات. وقال: «سنتعامل مع المصاب بإعطاء المضادات الحيوية، بحسب المضاعفات... بعض المصابين بالمرض يشفون من دون تدخلات علاجية. وفي حالات متأزمة، يحدث مرض «ذات الرئة» Pneumonia والمريض يحتاج الى ان يزود بالأوكسجين ويتنفس من خلال جهاز خاص في تلك الحالات الخطرة». وفي هذا السياق، يُذكر أن «منظمة الصحة العالمية» أعلنت أن الأسباب الرئيسية لإصابة الإنسان بالعدوى تكمن في الاختلاط المباشر مع المصابين بالمرض، أو وصول الفيروس المسبب له «أتش1 أن1» عبر انتشار رذاذ من أنف المصاب في الهواء. وأشارت الى أن قطعان الخنازير المُلقّحة ضد الأنفلونزا قليلاً ما تصاب بالمرض. وأظهرت المنظمة اهتماماً بالفيروس المذكور لأنه يتنقل بين البشر بحرية. ويعتقد أن الانتقال بين البشر يحدث بنفس طريقة الأنفلونزا الموسمية من طريق ملامسة شيء ما به فيروسات أنفلونزا، ثم لمس الفم أو الأنف ومن خلال السعال والعطس.