في إطار احتفالية «بيروت عاصمة عالمية للكتاب» وبرعاية وزير التربية والتعليم العالي، نظّم «مرصد بيروت الحضري» بالتعاون مع وزارة الثقافة أمس، ندوة بعنوان «النصوص المطبوعة ودورها في صون الموروث الثقافي وتوظيفه في خدمة المجتمع». ركّز منسق الندوة أستاذ اللسانيات في الجامعة اللبنانية الدكتور نادر سراج على أهمية الموروث الثقافي الذي يستدعي منا إعمال الفكر والذهن والقلم، ورأى أن «بيتنا التراثي العربي ذو منازلَ متعدِّدة، والمعبرُ العلمي إليه متداخل الاختصاصات ومتنوّع المقاربات». وإذ شدّد على أن صون الموروثات الثقافية على اختلافها هو حصيلةُ جهد مشترك بين المؤسسات والإدارات الرسمية والمؤسسات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني، أكّد على تكامل الحلقات المعرفية الإنسانية وتشارك قوى المجتمع في إنتاج المعرفة الحية، وضرورة تضافر الجهود والمبادرات العالمية لحماية تراث الأمم والمجتمعات من الاندثار وتصنيفه إرثاً إنسانياً غير قابل للتفريط أو الاتجار، معتبراً أن الحفاظ على الموروثات الثقافية للأمم والبلدان ليس مدعاةً للنزوع إلى الانغلاق الثقافي، ولا هو يسوّغ تبنِّي وجهات النظر السكونية إلى المسألة التراثية بمعانيها القطرية أو بخصوصياتها المحلية. وتحدّث النائب تمام سلام عن مواكبته للعديد من الأنشطة الثقافية، معتبراً أن لا خوف على التراث والثقافة في ظلّ مثل هذه الأنشطة والجهود الهادفة إلى خدمة الثقافة والمثقفين والكلمة والتراث الثقافي على أنواعه. تخلل الندوة ثلاث جلسات، الأولى حول «الفنون الجميلة: الرسوم والصورة والطابع»، والثانية حملت عنوان «العمارة والنسيج»، وتناولت الجلسة الثالثة «فنون القول والحرف والصنائع». وتم التركيز على أهمية النقد في صون الموروث الثقافي كي لا يقع في المتحفية والموت، وأضاءت على الخطأ في إعادة ترميم بعض المعالم التاريخية رممت في شكل غير علمي ما أدى إلى تزييفها وتشويهها، كما تطرقت إلى الموروث المادي واللغوي في ضوء تجانس المجتمعات.