توّجت بالحزام الأسود من الاتحاد الياباني للكاراتيه. هوس الطفولة الممتد لسنوات طويلة للشابة السعودية مضاوي الحصيّن بالمصارعة وأساليبها الاحترافية، ومتابعة أفلام الكاراتيه والكونغ فو، كان له تأثير كبير على إدراكها لمعنى القتال والدفاع عن النفس، والفرق الكبير والمدهش بينهما، إذ إن ميولها لأفلام الكاراتيه النابعة من فكرة الدفاع عن النفس ومنع الخصم وإبعاده، من دون إيذاء الطرف الآخر هو بحد ذاته أكبر انتصار. وكانت بداية تدريبها لفنون التايكوندو عام 2004، التي لم يسعها الاستمرار فيها طويلاً، لأنها فنون قتالية بحتة، كورية الأصل. وتقول الحصيّن ل«الحياة»: «بعد مرور عام من التوقف عن تدريب التايكوندو تم افتتاح نادٍ للكاراتيه خاص بالسيدات، رأسته مدربة فيليبينية الجنسية، تميزت بالصرامة والمهارة، فتعلمت منها الكثير، وأن كل ما زادت المشقة في التدريب يسهل عليك الدفاع والقتال وقت حدوث الخطر، وانتظمتُ في التدريب حتى 2010، ثم أصبحت مدربة للأطفال والسيدات مدة ثلاث سنوات، اكتسبت من خلال تجربتي التدريبية خبرة جيدة وأساليب كثيرة». واستمرت مسيرة مضاوي بانتقالها إلى مدينة واشنطن في أميركا، باحثة عن نادٍ لتكمل معه مشوارها في التدرب على الكاراتيه، وتقول: «كان ذلك أول تدريب لي مع الرجال بشكل عام، وكان الفرق كبيراً، لأن التدريب في الرياض في نادٍ نسائي فيه الكثير من اللطف مقارنة مع الرجال، إضافة إلى افتقاد العديد من المهارات الخاصة بالفنون القتالية، والتي يبرع فيها الرجل دائماً. التدريب كان مختلفاً وعميقاً، تعلمت فيه مفاهيم كثيرة عن الكاراتيه والدفاع عن النفس، إذ كان النادي في أميركا يستضيف من فترة إلى أخرى ضابطاً من الشرطة، يشرح الأساليب الحديثة بالهجوم وطرق التخلص من المهاجم بشكل قانوني». وقالت إنها استمرت في تعلَّم أي شيء يعود عليها بالفائدة في مجال الكاراتيه تحديداً، «فحصلت على دورة متقدمة وخاصة للدفاع عن النفس مع مدرب أميركي مستوحى من فن «الإيكيدو الياباني»، وكان يعتمد فيه على مبدأ الدفاع والسيطرة من دون هجوم ولا هدر للطاقة». وتوجهت مضاوي في 2013 إلى نادي كاراتيه معتمد من الاتحاد الياباني في دبي، ويُخضِع المتدرب فيه لاختبارات معتمدة ويقدم شهادات من الاتحاد الياباني، وحصلت على الحزام الأسود بعد اجتيازها للاختبار وأيضاً على شهادة الاتحاد الإماراتي للكاراتيه والتايكوندو. واستمرت مدربة الفنون القتالية السعودية مضاوي في التدريب، وزيارة دبي للحفاظ على المستوى الجيد والتقدم تقنياً، وعقلياً، وبدنياً، إذ إن فكرة التدريب على الدفاع عن النفس كانت حلماً يراودها منذ 10 سنوات، وأن الشغف بسبب أن الكثير من الفتيات لا يتحملن طول فترة تدريب الكاراتيه الطويلة المستمرة لسنوات طويلة، وخصوصاً الموظفات في بعض المجالات كالممرضات، والطبيبات في المستشفيات مع ساعات العمل الطويلة، واقتراحهن المتكرر علي بتدريب مكثف وقصير لمهارات الدفاع عن النفس، أنتجت فكرة المشروع وبدأت مشروعي في التدريب في بداية 2014 للسيدات والفتيات، وقدمت في «ماي سيلف ديفينس» كورساً مبتدئاً ومتقدماً للدفاع عن النفس، إذ إن الكورس يهدف إلى بقاء الشخص حذراً، وعلى استعداد لأية حالة قد تحدث في حياته اليومية. وتبقى فكرة مضاوي الحقيقية هي كيف يتعلم الشخص تجنب الهجوم من دون أن يتعرض للأذى أو يعرِّض الخصم أيضاً للخطر، مع أخذ الحيطة والبقاء متيقظاً لأي خطر قادم، وهذا يشمل السيدات والرجال على حدٍّ سواء، إذ إن الخطر لا يفرق بين الجنسين في أي مكان.