رأى خبير مائي أن إعادة تدوير مياه الوضوء في 80 ألف مسجد في السعودية من شأنه حل أزمة الجفاف التي تعاني منها البلاد بنسبة 50 في المئة، فضلاً عن توفير 445 مليون ريال سنوياً. وأوضح أستاذ الهندسة المائية في جامعة الباحة الدكتور محمد أحمد نصار أن جمع مياه الوضوء في المساجد كافة في خزانات ومن ثم إعادة تدويرها وتنقيتها يوفر 68.4 مليون متر مكعب من المياه، وهو ما يمثل إنتاج محطات التحلية ال 35 مجتمعة مدة 20 يوماً، على فرض احتساب استهلاك المصلي أربع لترات ماء في الوضوء في كل صلاة بواقع ثمانية ريالات للمتر المكعب، لافتاً إلى إنتاج محطات التحلية في اليوم الواحد تصل إلى ثلاثة ملايين ونصف مليون متر مكعب. وقدر نصار عدد المساجد في السعودية بنحو 80 ألف مسجد عدا الصغيرة أو ما يطلق عليها الزوايا، موضحاً أنه يقام بها ما يربو على 193 مليون صلاة. وأفاد أن الركيزة الأساسية في هذا المشروع هي تقدير عدد المتوضئين، مشيراً إلى أن تجزئة المساجد إلى خمس فئات، أصغرها التي لايتجاوز عدد المتوضوئين في كل صلاة فيها على 20 شخصاً، وأكبرها التي يتجاوز عدد المتوضوئين في كل صلاة فيها على 100 شخص، وبذلك يتراوح عدد من يؤدون الوضوء في 80 ألف مسجد في العام مابين 13 و14 بليون فرد. وأشار إلى أنه وضعت ثلاث تقديرات لما يستهلكه الفرد في الوضوء الواحد، تتراوح مابين اللترين والخمسة لترات، موضحاً أنه بناء على هذه التقديرات تم حساب كميات المياه المستهلكة وتحديد ثمانية ريالات لكل متر مكعب. وأكد أن نسبة المياه المستهلكة في المطابخ ومياه الوضوء تشكل غالبية استخداماتنا، لافتاً إلى أن اليابانيين يعيدون تدوير المياه إلى سبع مرات. واقترح الدكتور نصار أن تنشأ خزانات إضافية خلال تشييد المنازل لتستوعب المياه المستهلكة من الوضوء ومن المطابخ، لتعاد تحليتها وتستخدم من مرة أخرى. وألمح إلى أن كلفة تحلية المياه المالحة تفوق أضعاف كلفة تدوير مياه الوضوء والمطابخ، مطالباً بتحويل محطات التحلية في السعودية لتعتمد على مصادر الطاقة البديلة، وذلك من أجل خدمة الاقتصاد الوطني على المدى البعيد. وتوقع أن ترتفع كلفة تحلية المياه في ال 70 سنة المقبلة، لارتفاع الوقود، مشيراً إلى أن السعودية ستصبح دولة مكتفية بالمياه وبأقل التكاليف متى ما طبقت التجربة اليابانية في تكرير المياه، إضافة إلى اعتماد الطاقة البديلة كالرياح والشمس في تشغيل محطات التحلية. وفضّل اعتماد السعودية على الدول الغنية بالمياه كالسودان أو إثيوبيا في شراء المياه أو الزارعة فيها كما تفعل بعض الدول، مؤكداً أن هذا الإجراء سيوفر على البلاد بلايين الدولارات، «وهو أفضل الحلول الموقتة». واعتبر الاستفادة من الضباب من الحلول لأزمة العطش التي تعاني منها المنطقة، مشيراً إلى أن ذلك الحل لن يوفر المياه بشكل كبير سوى لتلك المناطق المرتفعة، التي يتواجد فيها بكثرة مثل الباحة وعسير.