تشهد كواليس السياسة الإيطالية حركة محمومة للم شمل الائتلاف الحكومي الذي يتزّعمه رئيس الحكومة سيلفيو بيرلوسكوني، وذلك برأب الصدع العميق بينه وبين رئيس مجلس النواب جانفرانكو فيني الذي أعلن عن نيته تأسيس مجموعة برلمانية تحمل اسم «بيت الحريات – إيطاليا»، تكون مهمتها مراقبة الأداء الحكومي لوقف التأثير القوي للحليف الآخر لبيرلوسكوني: رابطة الشمال التي يتزعّمها أومبرتو بوسّي. ويعتبر فيني ان بوسّي يقود البلاد نحو هاوية الانقسام وفصل الشمال عن الجسم الإيطالي. ويُنتظر أن تشهد اجتماعات قيادة الحزب المقررة الخميس المقبل، تطورات كبيرة لا يُستثنى فيها أي من الاحتمالات، بما فيها حل الائتلاف الحكومي وتعثّر أدائه. وعلى رغم مطالبة فيني ب «الحفاظ على وحدة الحزب»، فإن الخلافات لا تبدو آيلة إلى حل سريع، أو نهائي مع بيرلوسكوني. وكما هي العادة في إيطاليا في السنين الأخيرة، عاد ملف المهاجرين ليحتل مساحة مبالغاً بها في السجال السياسي، اذ أعلن زعيم الرابطة رفضه المطلق لإشراك المقيمين الأجانب في الاقتراع الانتخابي. وفي حوار مع صحيفة «الباييس» الإسبانية نأى بوسي بنفسه عن الاتهامات بكونه «عنصرياً معادياً للأجانب». وقال: «ليس الأمر عنصرياً بل مرتبطاً بفرص العمل. اليسار يطالبنا باستقبال جميع القادمين ونحن ليست لدينا الإمكانية لتوفير العمل للجميع». وعلى رغم إشارة بوسّي إلى اليسار، فإن المطّلعين على السياسة الإيطالية يدركون أن تلك التلميحات موجّهة إلى رئيس مجلس النواب.