سيطر مسلحو جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح أمس على مواقع جبلية استراتيجية مطلة على قاعدة العند الجوية في محافظة لحج الجنوبية بعد أيام من المعارك مع مسلحي «المقاومة الشعبية» في وقت استهدف طيران التحالف تعزيزات الجماعة بين تعز ولحج وجدد قصف مواقعها غرب صنعاء. وأقرت قيادة المقاومة الشعبية والمجلس العسكري في تعز تشكيل أربعة ألوية عسكرية من الجنود السابقين المنضمين الى الشرعية وعناصر المقاومة لتولي مهمة كسر الحصار على المدينة وتحريرها من ميليشيات الحوثي وقوات صالح. وأوضح مصدر في المجلس أن اجتماع قيادة المقاومة والمجلس العسكري بتعز في عدن انبثق منه هذا القرار تلبية لدعوة الرئيس عبدربه منصور هادي وقوات التحالف لقيادة المقاومة والمجلس العسكري لتوحيد الجهود وإعادة ترتيب صفوفهم. وأضاف: «هذا الاجتماع هو الأول الذي يضم كل قيادة المقاومة والمجلس العسكري، إذ اتفق الجميع على تشكيل الألوية بقيادة ضباط المجلس العسكري في إطار مجلس تنسيق المقاومة بقيادة الشيخ حمود المخلافي، ومن المقرر أن تلتقي قيادة المقاومة والمجلس العسكري بالرئيس هادي لتقديم الخطة التي أقرت». في غضون ذلك تمكنت قوات الأمن والجيش الموالية للحكومة الشرعية من فرض سيطرتها على محيط ميناء عدن ومبنى المحافظة أمس بعد اشتباكات استمرت ساعات مع مسلحين محسوبين على»المقاومة» يرفضون تسليم الميناء إلى قوات الأمن والجيش التابعة للسلطات الرسمية. وأفادت مصادر أمنية وطبية بأن العقيد عبد الخالق شايع أحد القيادات الأمنية قتل في الاشتباكات وجرح آخرون بينهم مدنيون، فيما أكد محافظ عدن عيدروس الزبيدي أن قوات الأمن «تصدت لهجوم المسلحين على أجزاء من الميناء في مديرية المعلا ومبنى المحافظة وأجبرتهم على التراجع وجرحت واعتقلت عدداً منهم». وكانت قيادات المقاومة الجنوبية في عدن أعلنت رسمياً الخميس الماضي «حل مجالس المقاومة في المدينة ودعمها للرئيس هادي وللمحافظ عيدروس الزبيدي في سياق تسليمها بشرعية السلطات الحكومية الرسمية، وهو القرار الذي أثار حفيظة بعض فصائل المقاومة المسلحة. إلى ذلك أكدت مصادر ميدانية في مديرية القبيطة شمال محافظة لحج أن مسلحي الحوثيين وقوات صالح سيطروا أمس على جبل القشع المطل على قاعدة العند الجوية بعد معارك ضارية مع قوات المقاومة استمرت نحو أسبوع، وأضافت المصادر أن هجوم الحوثيين أمس كان الأعنف رغم تكبدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح. وفي حين يحاول مسلحو الجماعة وقوات صالح التوغل في الجبهة الجنوبية الشرقية لتعز باتجاه لحج أفاد شهود بأن طيران التحالف استهدف أمس تعزيزات لهم بين منطقتي «الشريجة و»كرش» على الحدود الفاصلة بين تعز ولحج. كما استهدفت مقاتلات التحالف غرب صنعاء مخازن أسلحة للجماعة في مديرية همدان، وأكد شهود أن الغارات ضربت مبنى المجمع الحكومي للمديرية ومواقع في منطقة الكسارات الواقعة في الجبل المطل على «وادي ظهر»، من الجهة الغربية ما أدى إلى حدوث انفجارات ضخمة يعتقد بأنها ناجمة عن تدمير مخازن الأسلحة والذخيرة في المنطقة. وفي الجبهة الغربية من محافظة تعز قصف الحوثيون وقوات صالح قرية «الرديف» في مديرية الوازعية بالمدفعية الثقيلة والدبابات ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، فيما شنّ طيران التحالف ضربات جوية استهدفت مواقع الجماعة وآلياتها في قرية «الملساء». ودارت اشتباكات عنيفة صباح أمس بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني من جهة، وبين ميليشيات الحوثي وقوات علي صالح في محافظة تعز، التي تعاني حصاراً خانقاً وقصفاً عشوائياً لأحيائها السكنية من قبل الميليشيات منذ أكثر من نصف عام. وأكد مصدر عسكري ل «الحياة» أن اشتباكات شرسة دارت بين رجال الجيش مسنودين بالمقاومة في مديرية القبيطة إثر هجوم شنته الميليشيات على منطقة الجاح، وتصدى رجال المقاومة لعناصر الميليشيات وأجبروهم على الفرار. ما دفع بعناصر الميليشيات للالتفاف على منطقة الغليبة بالأعبوس ليتمكنوا من الوصول إلى جبل الجاح في القبيطة شمال غربي لحج، والتي تعتبر أحد المناطق الإستراتيجية.