دان أدباء ومثقفون وصحافيون وحقوقيون في اليمن وبلدان عربية الاعتداء الآثم الذي وصف ب«الوحشي» الذي تعرض له الشاعر والصحافي نبيل سبيع في ظهيرة أول من أمس بصنعاء، من الميليشيات الحوثية وأنصار الرئيس السابق. واعتبر هؤلاء المثقفون والحقوقيون ما حدث استمراراً لقمع الحريات الصحافية، إنما على نحو دموي عنيف. وناشدوا الاتحاد الدولي للصحافيين وصحافيون بلا حدود بضرورة التدخل. وكان مسلحون ينتمون، بحسب شهود عيان، إلى ميليشيات الحوثي وأنصار الرئيس السابق، اعتدوا ظهر أول من أمس(السبت) في صنعاء على الشاعر والصحافي نبيل سبيع أثناء وجوده في شارع هائل المعروف باكتظاظه بالمارة طوال اليوم، وضربه بالهراوات وأعقاب المسدسات حتى هشموا رأسه، ولم يكتفوا بذلك بل أطلقوا أيضاً الرصاص على قدميه وفخذه. واعتبر صحافيون عبَّروا عن آرائهم وتضامنهم في مواقع التواصل الاجتماعي، «فيسبوك»، أن الاعتداء على نبيل سبيع يأتي في ظل موجة جديدة، «أشد علواً وغلواً من الحملات السابقة ضد الصحافيين خلال عام 2015 وقبله»، مشيرين إلى أنها «حملات تستهدف التحريض على الصحافيين المستقلين المعارضين ل«سلطة الأمر الواقع» في صنعاء. ونبيل سبيع، من موقعه المستقل، هو أحد أهم الأصوات الناقدة لأطراف النزاع في اليمن والأقليم». ومما كتب أيضاً، «هناك صحافي مستقل أعزل من كل شيء إلا ضميره وموهبته الأسرة في التعبير عن نبض الشارع في اليمن، ينتقد الحوثيين وحليفهم الأول الرئيس السابق، من دون أن يوفر خصومهم. وهذا الصحافي وقع عليه اعتداء جسيم ظهر اليوم في شارع مكتظ بالمخبرين والمسلحين ساعة الذروة في العاصمة اليمنية». ووفقاً إلى البيان الذي وقَّعه عدد كبير من المثقفين والناشطين (تلقت «الحياة» نسخة منه) فإن مثل «هذه الجرائم وأخف منها تعرض لها الصحافي الشجاع والناقد نبيل، في عهد صالح»، مشيرين إلى استمرار «تحالف صالح وأنصار الله في مصادرة الحريات الصحافية وتكميم الأفواه وقتل الصحافيين واغتيالهم وتحويلهم دروعاً، واختطافهم وإخفائهم». وقال هؤلاء إن غالبية الصحف الأهلية والحزبية والصحافة الرقمية والمواقع قد أُغلقت، وهو «ما وضع اليمن في صدارة قائمة الدول الأكثر خطورة على الصحافة والصحافيين». وناشد المثقفين والناشطين، «الضمير العالمي والقوى المهتمة بحقوق الإنسان والمحاميين والمدافعين عن حرية الرأي والتعبير، خصوصاً الاتحاد الدولي للصحافيين وصحافيون بلا حدود والمادة ال19 ولجنة حماية الصحافيين واتحاد الصحافيين العرب والنقابات الصحافية والحقوقية في العالم رفع صوتها لحماية الحريات الصحافية في اليمن وحماية حياة الصحافيين في أزمنة الحرب»، داعين إلى تصعيد الاحتجاج إلى كل المستويات وإلى كل المنظمات والهيئات الدولية والإنسانية». ومن الموقعين على البيان» عبدالباري طاهر، نادي الكوكباني، سامية الأغبري، رحاب الأرحبي، منى المحاقري، حمامة الصنوي، ياسر الحور، ثريا دماج، سلوى دماج، سميرة زهرة، فاطمة الأغبري، سماح ردمان، سماح الشغدري، هويدا المذحجي، نبيلة الزبير، على الدروبي، محمد محسن الحقب، معمر المفلحي، عارف الواقدي، نبيل عبد الحافظ، عبد الحكيم الفقيه، عمار الأصبحي، هاني الصلوي، ووضاح اليمن عبد القادر. ويعتبر نبيل سبيع أحد أبرز الشعراء في اليمن، قدم تجربة شعرية لافتة بأجوائها ومناخاتها، قبل أن ينتقل إلى الكتابة الصحافية ناقداً العديد من مظاهر الفساد في مختلف المجالات، بلغة لا يعوزه العمق ومن خلال زوايا ذكية وغير مسبوقة، كما سبق له أن تفرد بنشر تقارير مهمة. وهو أيضاً أسهم في تأسيس أكثر من صحيفة مستقلة في اليمن. في ظل الأوضاع التي يشهدها اليمن، يصعب القول إن نبيل سبيع آخر الضحايا، فلا يستبعد أن يكون هناك ضحايا جديد للطاغية الجديد وأنصار الرئيس السابق.