هاجم وزير العمل الدكتور غازي القصيبي الشبان السعوديين العاطلين عن العمل، بقوله، إنهم يجلسون في بيوتهم منتظرين أن تمطر السماء وظائف حكومية، سيطول انتظارهم وربما طال انتظاره إلى الأبد، فلو تسلح كل شاب سعودي يبحث عن عمل بسلاح الإرادة والطموح لما بقي في المملكة عاطل. وقال القصيبي في كلمة ألقاها في ملتقى «شبابنا ثروة وطننا» الذي نظمته شركة الرياض العالمية للأغذية أمس على مسامع عشرات الشبان السعوديين الذين دخلوا سوق العمل: «أيها الأبناء الأعزاء لا تتصوروا مدى سعادتي وأنا بينكم اليوم، وأعتبره من أسعد أيامي التي أقضيها في موقعي الحالي، والفرحة التي تنتابني هي كلما وجدت شباباً سعودياً عصامياً طامحاً مثلكم، وهذه الفرحة كلما تأتي تغسل معها عمل الإحباط والكآبة، ولذا فإنني أحييكم من الأعماق»، مشيراً إلى أنهم يضربون المثل الأعلى والقدوة الحسنة للشاب السعودي، بعكس الذين يجلسون في بيوتهم منتظرين أن تمطر السماء وظائف حكومية سيطول انتظارهم وربما طال إلى الأبد. وأضاف أن المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ زار المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدرب المهني، وتحدث في محاضرة ألقاها عن العمل في الإسلام، وسأله أحد الحضور عن النظرة الدونية لبعض الوظائف؟ فعاد المفتي وسأله ماذا تقصد ببعض الوظائف؟ فقال: أقصد وظائف النجارين والحدادين والحلاقين والصباغين والدهانين، فأستغرب آل الشيخ منه، ورد بأنه لا يوجد في الإسلام وظائف ينظر إليها على أنها دونية، وتلك الوظائف يجب أن تكون مصدر عز للشاب وأسرته، وإذا كان هناك قيم تنظر إليها بنظرة «استكبار» فهي لا شك أنها نظرات بقيت من عهد الجاهلية ولا علاقة لها في الإسلام. وتابع: «لا يفوتني أن أحيي شركة «ماكدونالدز» على ما بذلته من جهود جعلت من توطين الوظائف عملاً ممكناً، والمشكلة الآن مع كثير من أصحاب الأعمال الذين لا يريدون أن يبذلوا جهداً لمعالجة عقبات التوطين، ولو فعلوا كما تعمل هذه الشركة، لازدادت أعداد السعوديين العاملين في القطاع الخاص، وشكري للشباب السعودي الطموح الذي خرق وتخلى عن ثقوب العيب، لأن عدم العمل هو العيب الوحيد أما جميع الأعمال فهي شريفة. من جانبه، أوضح الرئيس العام لشركة الرياض العالمية للأغذية صاحبة الامتياز الحصري لمطاعم «ماكدونالدز» الأمير مشعل بن خالد أن الشركة تفتخر بالكادر السعودي الموجود فيها، إذ وصل عددهم إلى 600 موظف. بدوره، أكد نائب نائب رئيس الشركة للخدمات المساندة الأمير وليد بن ناصر أن الشركة واجهت صعوبات عدة إبان توطين الوظائف فيها، حتى أن عدداً من الشبان السعوديين كانوا يخجلون من العمل في «ماكدونالدز»، ولا سيما في مواجهة الجمهور، وطوّرت الشركة من قدراتهم وكسرت هذا الحاجز، الذي أصبح من الماضي، وعمدت على تعليم موظفيها الشباب اللغة الإنكليزية، ليسهل تخاطبهم مع الجمهور غير الناطق بالعربية.