أكد الأمين العام المتحدث الرسمي بإسم المجلس الأعلى للقضاء الشيخ سلمان النشوان اليوم (السبت) أن المدانين الذين نُفذ بحقهم حدّيْ القصاص والحرابة نالوا حقوقهم في الدفاع عن أنفسهم في محاكمات عادلةٍ معلنة وبحضور أصحاب الشأن، وسُمح لهم بتوكيل محامين للدفاع عنهم ومن لم يستطع، وكّلت له الدولة محامياً للدفاع عنه، فهم أعطوا كل الضمانات القضائية اللازمة، بالإضافة إلى أن الأحكام مرت في مراحل التقاضي كافة وحكم فيها 13 قاضياً. وقال النشوان إن « شرع الله عز وجل، القصاص والقتل تعزيراً لمن يهدد الضروريات الخمس التي جاءت الشريعة الحنيفية بمراعاتها والمحافظة عليها، ومنها النفس المعصومة التي حرم الله الاعتداء عليها بأي نوع من الاعتداء إلا بالحق، إذ قال جلّ وعلا (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)، والآيات والأحاديث في تحريم القتل والتحذير منه كثيرة جداً». وذكرت «وكالة الأنباء السعودية» (واس) أن النشوان أوضح في تعليق لأمانة المجلس الأعلى للقضاء على تنفيذ الأحكام الشرعية التي صدرت اليوم بحق 47 إرهابياً، ان النبي صلى الله عليه وسلّم حذّرنا ممن يقتحم علينا وحدتنا ويريد أن يشق عصا الجماعة. ففي حديث عرفجة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول «من أتاكم، وأمركم جميع، على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم، أو يفرق جماعتكم، فاقتلوه، وفي رواية كائناً من كان». وأضاف: كما حكم الله عز وجل بقتل المحاربين الذين يسعون في الأرض فساداً بقوله عز وجل: «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلافٍ أو ينفوا من الأرض». وقال النشوان إن «هذه البلاد حرسها الله وقامت على شريعة الإسلام وتطبيق أحكامه وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ما أرسى قواعدها وأدى إلى استقرارها واستباب أمنها وهذا ما غاض أعداؤنا، فسعوا إلى زعزعة الأمن ونشر فكر الخوارج الأثيم، واستغلوا ضعف عقول وعلم وإدراك بعض أبنائنا فغرروا بهم وأفسدوهم وأوغروا صدورهم على أمتهم ومجتمعهم وأوهموهم بمعانٍ مغلوطة عن الجهاد فقاموا بأفعال آثمة وارتكبوا جرائم بشعة، وفجروا المباني واستهدفوا المنشآت والأماكن الحيوية والعسكرية وحتى المساجد ودور العبادة لم تسلم منهم، فقتلوا المصلين وهم في صلاتهم آمنون، فتلطخت أيديهم بالدماء وقتلوا الأبرياء، ومنهم من حرّض وموّل وساهم في تجنيدهم وتسهيل مهمتهم في القتل والإجرام». وأوضح الأمين العام المتحدث الرسمي بإسم المجلس الأعلى للقضاء أن "على رغم كل ما فعلوه، فإنهم نالوا حقهم في الدفاع عن أنفسهم في محاكمات عادلة معلنة وبحضور أصحاب الشأن". ولفت النشوان إلى أن «قضاياهم التي استغرق بعضها أكثر من 10 أعوام، مرّت في جميع مراحل ودرجات التقاضي ابتداءً من القضاء المشترك الثلاثي ثم خمسة قضاة في محكمة الاستئناف ثم خمسة قضاة في المحكمة العليا أي حكم في قضاياهم 13 قاضياً. وتمكنوا جميعهم من الاعتراض على الأحكام وفق ما يقضي به النظام». وأضاف أن "إقامة وتنفيذ هذه الأحكام سيكون له الأثر الكبير في ردع كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن البلاد أو النيل من أمنها واستقرارها، وعلى الجميع الوقوف مع ولاة الأمر وجمع الكلمة وتوحيد الصف لمحاربة فكر الإرهاب المدمر والخارجي الذي ابتُلينا به ويصدّره لنا أعداؤنا الذين شرقوا بوحدتنا وأغاضهم أمننا واستقرارنا"، موصياً كل "أب وولي أمر أن يراقب رعيته وينصح لهم ويحذرهم من هذا الفكر الضال المنحرف".