شيء مهم أن تدخل المعترك الرياضي كوادر جديدة، والأجمل أن تكون هذه الكوادر بحجم ومكانة الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد، الذي أتى بثقافة مختلفة، وفكر إداري مختلف وحماسة مختلفة، ومع هذا فهل كان رئيس الهلال بكل معطياته الثقافية والمالية وقدراته الإدارية، قريباً من الواقع، أم بعيداً عنه؟ الإجابة بكل تجرد قد تزعج الأمير الشاعر لإحساسه المرهف، لكن لا بد من أن يسمعها، فلعل فيها ما ينفع لموسم مقبل أكثر إثارة، وأكثر أهمية له وللهلال، الذي لا يقنع أنصاره إلا الفوز ببطولة آسيا، للتأهل لمونديال كأس العالم للأندية، وما عدا ذلك فسيضع الرئيس الهلالي في زاوية ضيقة، قد تدفعه للمغادرة لا سمح الله. أخطاء الرئيس الهلالي لم تأت من رؤيته وحده، بل ومن خلال الفريق المعاون له، لكنه يظل في الواجهة وحده، ونعرف أنه لا ينحني للعاصفة، ولكن الهزات المتوالية قد تبعثر أوراقه، وتؤثر في تفكيره، ومن أكبر الأخطاء مبالغته في تقدير وتكريم اللاعبين، بوضع طائرة خاصة لنقل اللاعبين في المنافسات المحلية، فكانت أولى نتائج هذه المبالغة، السقوط المر أمام نجران، وصدر قرار بعدها بمنع الطائرة الخاصة، وبعد مباراة الفريق الكروي أمام الوطني، عادت المميزات والحفاوة المبالغ فيها، وما أجمل أن يكون لاعبو الهلال مثلهم مثل غيرهم يتذوقون مرمطة المطارات والسفريات وتأجيل الرحلات، فمن رحم المعاناة تصنع الرجال. ومن الأخطاء الكبيرة التي وقع فيها رئيس الهلال وضع الجابر والبطي مشرفين في آن واحد، وهما على النقيض في كل شيء، لذا حدثت التصادمات بين هذا الثنائي، الذي فضل مصالحه الخاصة على مصالح الهلال الذي قدمهما للساحة، فجاء قرار الرئيس بعزل البطي، والإبقاء على سامي الجابر الذي شطح ونطح، وأصبح المدرب والرئيس وكل شيء، وكان الحل السليم ابعاد الثنائي البطي والجابر، وإعادة الأحمد أو التويجري، أو أي جهاز إداري آخر، فالهلال غني برجاله. الخطأ الثالث الذي وقع فيه رئيس الهلال هو مضاعفة المكافآت المالية، من دون لائحة واضحة وصريحة وواقعية، والذي أتى بنتائج عكسية، ومعروف سلفاً أن الهلال سيفوز في أغلب مبارياته مثله مثل منافسه الأول «الاتحاد»، ومنافسه الثاني «الشباب»، ومضاعفة المكافأة طردياً مبالغ فيه للغاية. هناك أخطاء كثيرة وقع فيها الرئيس الهلالي، منها التعاقد مع سول المعزول من فريقه الإنكليزي، والبعيد عن منتخب بلاده، واشغال النادي بقضية التائب، وبعد وقف تنفيذ العقوبة. اكتشف الرئيس أن وضع اللاعب الصحي يحتاج للراحة فترة طويلة، فلماذا لم يوفر الجهاز الطبي هذه المعلومة قبل الركض في كل الاتجاهات؟ أما أكبر غلطة ارتكبها الرئيس الهلالي، فهي حضوره بنواياه الصافية في غابة موحشة تحتاج لأسلحة لا يجيد حملها، وحتى لو اكتشف ضرباتها الموجعة، فما نعرفه عنه وعن شقيقه الأمير عبدالله بن مساعد عدم إلمامهما بخيوط اللعبة الخبيثة، ولا نزكيهما على الله.