ألقت وفاة أسير في احد السجون الاسرائيلية مساء اول من امس ظلالاً كثيفة على فعاليات «يوم الاسير» التي احياها الفلسطينيون امس عبر مهرجانات ومسيرات في المدن والبلدات المختلفة. وكان الأسير رائد ابو حماد (30 سنة) توفي في سجن «إيشل» في بئر السبع الذي يحتجز فيه منذ اعتقاله قبل خمس سنوات، مع العلم انه من بلدة العيزرية في محافظة القدس، وكان اعتقل عام 2005 وحكم عليه بالسجن عشر سنوات. وطالب وزير شؤون الاسرى عيسى قراقع بإجراء تحقيق في وفاة الأسير، مرجحاً ان يعود ذلك الى الإهمال الطبي الذي يواجهه الاسرى في السجون. وقال ان عدد الاسرى الذين توفوا في سجون الاسرائيلية تحت التعذيب ونتيجة الإهمال الطبي منذ الاحتلال عام 1967 حتى اليوم بلغ 198 أسيراً. وافاد نادي الاسير الفلسطيني في بيان له ان عدد الاسرى الذين قضوا في السجون الاسرائيلية بلغ 198 أسيراً، بينهم 50 أسيراً توفوا نتيجة الإهمال الطبي، و70 أسيراً نتيجة التعذيب، وان 71 أسيراً قتلوا بعد اعتقالهم مباشرة. واضاف ان 7 أسرى استشهدوا على أيدي السجانين اثناء قمع احتجاجات للأسرى مستخدمين القوة المفرطة والرصاص الحي ضدهم وهم داخل السجون والمعتقلات. وقال الباحث في شؤون الاسرى عبدالناصر فراونة انه باستشهاد الأسير حماد يرتفع عدد الأسرى المقدسيين الذين استشهدوا داخل سجون الاحتلال إلى 15 أسيراً، منهم قاسم أبو عكر، واسحق مراغة، وعمر القاسم، ومصطفى عكاوي، ومحمد أبو هدوان، وحسين عبيدات، ومجدي موسى. وذكر بأن سجن ايشل شيّد حديثاً في محيط سجن بئر السبع المركزي الذي يقع شرق مدينة بئر السبع على طريق «إيلات» في منطقة صحراوية، مشيراً الى ان السجن يضم 250 أسيراً. فياض يدشن جدارية الحرية للأسرى وفي رام الله، يدشن رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض جدارية الحرية للأسرى بمشاركة عدد من قادة القوى والفصائل والناشطين. وتمثل الجدارية التي اقيمت في موقع حيوي غرب المدينة، الاسرى وتطلعهم الدائم نحو الحرية. وانجز الجدارية الفنان التشكيلي مازن سعادة. وقال فياض في كلمة له في افتتاح الجدارية إن استراتيجية عمل منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية تقوم على المطالبة باعتبار الاسرى الفلسطينيين اسرى حرب تنطبق عليهم المعاهدات والمواثيق الدولية، وفي مقدمها اتفاقيتا جنيف الثالثة والرابعة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، إضافة إلى اتفاقية لاهاي، واتفاقية مناهضة التعذيب. واضاف ان الفلسطينيين يطالبون المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وقرارات الشرعية الدولية، ويعملون على حشد الدعم الدولي للإقرار بحقوق الأسرى ومكانتهم كأسرى حرب. وتوجه رئيس الوزراء إلى الأسرى في السجون قائلاً: «أقول لهم جميعاً، لستم وحدكم، فشعبكم يقف موحداً خلف قضيتكم، ولستم وحدكم في معركتكم من أجل الحرية». واضاف «ان عدد الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الذين اعتقلوا منذ عام 1967، يزيد عن 760 ألف فلسطيني وعربي، منهم نحو 13 ألف أسيرة، ونحو 25 ألف طفل، في انتهاك واضح لاتفاقية حماية الطفولة». وتابع: «ما زال يقبع في سجون الاحتلال 327 أسيراً معتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو، وهم الأسرى القدامى، وإن أقل واحد منهم مضى على اعتقاله 15 سنة، بينهم 107 أسرى مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين سنة، و12 أسيراً أمضوا أكثر من ربع قرن في سجون الاحتلال، بعضهم محتجزة حريته منذ 32 سنة»، وزاد: «هناك أيضاً ما يزيد عن 337 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و1500 حالة مرضية العديد منهم في حال خطيرة، ولا يتلقون العلاج المناسب، بل ويعانون من الإهمال الطبي، ما تسبب في استشهاد 49 أسيراً على مدار السنوات الماضية، كان آخرهم الشهيد الأسير رائد محمد أبو حماد». وشارك نحو ألف فلسطيني في اعتصام مركزي وسط مدينة رام الله في «يوم الاسير». وحمل المشاركون في الاعتصام الأعلام الفلسطينية وصوراً لمعتقلين فلسطينيين في السجون الاسرائيلية وأعلام فصائل فلسطينية، خصوصاً حركة «فتح»، كما حملوا صوراً عملاقة للقيادي في الحركة مروان البرغوثي الذي يمضي عامه الثامن في السجن، بعدما اعتقلته اسرائيل عام 2002 وحكمت عليه بالسجن المؤبد لدوره في قيادة الانتفاضة عام 2000. وأعلن رئيس نادي الاسير الفلسطيني قدورة فارس انطلاق «انتفاضة الاسرى»، مؤكداً: «سنعمل مع كل القوى والمؤسسات والسفارات في كل انحاء العالم ليكون هذا العام عام حرية الاسرى».