نيقوسيا – رويترز، أ ف ب - أكد زعيم القبارصة الأتراك محمد علي طلعت أن قبرص أقرب من أي وقت مضى لحل أزمة مستمرة منذ 35 عاماً بين القبارصة الأتراك واليونانيين محذراً من تبدد المكاسب إذا خسر الانتخابات التي ستجرى اليوم. وتشير استطلاعات الرأي إلى تراجع طلعت الرئيس الحالي للشطر الشمالي للجزيرة أمام منافسه درويش أروغلو الذي يؤيد منح مزيد من الصلاحيات السيادية لكل طرف في أي تسوية ويعارض هجرة القبارصة من أي شطر إلى الشطر الآخر. ويعتبر القبارصة اليونانيون موقف أروغلو الذي يشغل حالياً منصب رئيس الوزراء غير مقبول. وأشار طلعت إلى أنه اتفق مع الرئيس القبرصي ديميتريس خريستوفياس في شأن معظم النقاط موضع النقاش في محادثات إعادة الوحدة التي بدأت عام 2008. وزاد: «أغلب القضايا المطروحة هي نقاط التقاء، هذا الالتقاء لم يتحقق قط في الماضي. هذا واضح تماماً». واعترف بأن التصور العام أن التقدم كان بطيئاً للغاية أضر بفرص إعادة انتخابه. لكنه لفت إلى أنه في حال فوز اروغلو فان محادثات إعادة الوحدة ستتوقف، «وستكون انتكاسة. سيلقى اللوم على القبارصة الأتراك واللوم سيعني تدعيم العزلة. سيكون وقتاً صعباً بالنسبة إليهم». وأعلن خريستوفياس أنه غير مستعد «لاستئناف كل شيء منذ البداية» مع شريك جديد. ولم يخف تفضيله لفوز طلعت وإن كانت استطلاعات الرأي لا ترجح ذلك. لكنه انتقد أيضاً لدعمه مرشح إلى انتخابات «غير شرعية». واعتبر الحزب الاشتراكي (ايديك) أن هذا الدعم يغطي نظام احتلال ينتهك قرارات الأممالمتحدة. وقد انسحب هذا الحزب أخيراً من الائتلاف الحكومي مندداً «بالتسويات التي وافق عليها الرئيس القبرصي خلال المفاوضات». ورأى هوبيرت فوستمان الأستاذ المساعد للعلوم السياسية في جامعة نيقوسيا أن انتخاب اروغلو قد يفيد في الواقع معارضي إعادة التوحيد في الجنوب. وأعرب اروغلو عن استعداده لاستئناف المفاوضات على أساس «شراكة بين شعبين على قدم المساواة في السيادة». وسيكون لنتيجة الانتخابات تداعيات كبيرة على تركيا التي تتوقف فعلياً محادثاتها في شأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي على حل النزاع المستمر منذ عقود بين القبارصة اليونانيين والأتراك. واعتبر المحلل السياسي القبرصي اليوناني سوفرونيس سوفرونيو أن «هذه الانتخابات أهم بكثير بالنسبة للجنوب من سابقاتها لأن المحادثات الحالية هي الأكثر جدية منذ سنوات عدة من أجل أيجاد حل لتقسيم الجزيرة. ويشكك سوفرونيو في «أن يكون أحد في الجنوب يفضّل أروغلو وآراءه المتطرفة. انه مخالف للصواب كلياً في ما يتعلق بالمشكلة القبرصية والجوهر، انه متمسك بالتقسيم». وفي حين أكد اروغلو انه لن يترك طاولة المفاوضات لئلا يتهم ب «التعنت»، ذكّر سوفرونيو بأن طلعت لم يحظ هو الآخر بدعم واضح من تركيا.