ديلي - أ ف ب - في سن السادسة عشرة، حملت غرازييلا سارمينتو وهجرت المدرسة وأهلها في الريف وتوجهت الى ديلي، عاصمة تيمور الشرقية، للإقامة مع أقارب لها. وبعد ثلاث سنوات، تتمحور حياتها اليوم على نجلها برونو بعدما تكسرت أحلامها في التعلم، فيما أملها بالحصول على عمل يؤمن لها حياة كريمة شبه معدوم. قصة سارمينتون مثال على مشكلة حَمَل المراهقات المتفاقمة في تيمور الشرقية، الدولة الكاثوليكية المحافظة التي تجهد لمواجهة إحدى أعلى نسب الخصوبة في العالم. وتقول غرازييلا: «عندما ادركت انني حامل هجرت المدرسة. شعرت بالخجل وكان علي أن أحمي كرامتي»، موضحة أن والد برونو وهو زميل لها سابق في الدراسة قال انه لا يريد أن يعرف شيئاً عن هذا الموضوع. وتضيف: «لم أتمكن من إنهاء المدرسة. وبعد إنجابي ابني كان علي البقاء في المنزل لأهتم به. أنا آسفة كثيراً لذلك». ومعدل الولادات في تيمور الشرقية هو ستة الى سبعة أطفال للمرأة الواحدة. وأظهرت دراسة للأمم المتحدة العام الماضي أن نصف النساء من فئة 20 الى 24 سنة، لديهن طفل على الأقل ومن بينهن 60 في المئة أنجبن أول طفل قبل بلوغهن سن التاسعة عشرة. وما يزيد من حدة مشكلة الأمهات المراهقات هو أن 60 في المئة من سكان تيمور الشرقية البالغ عددهم 1.1 مليون نسمة، هم دون الرابعة والعشرين. ويعتبر بعض المحللين أن متوسط عمر الحمل الأول سينخفض مستندين الى دراسات تشير الى أن النشاط الجنسي في صفوف الشباب الى ارتفاع. ومن الشائع للأمهات المراهقات في مختلف دول العالم أن يهجرن المدرسة، إلا انه من الصعب في تيمور الشرقية أن يستأنفن دراستهن لاحقاً. فالحواجز الثقافية أمام عودتهن الى المدرسة قوية الى درجة أن بعض الشابات يعتقدن بأنهن يخسرن حقهن في التربية ما أن ينجبن. وتعمل الحكومة على وضع سياسة جديدة تركز على إجراءات تدفع الأمهات الشابات الى العودة الى صفوف المدرسة. وبمساعدة من جامعة مينو في البرتغال التي كانت قوة الاستعمار في تيمور الشرقية سابقاً، تضع الحكومة مسودة لمنهج للمدرسة الإبتدائية يتضمن للمرة الأولى التربية الجنسية. لكن التحديات هائلة. ويفيد البنك الدولي بأن أقل من نصف الأطفال الذين يدخلون المدرسة الإبتدائية في تيمور الشرقية يصلون الى المرحلة التكميلية، فيما نسبة الأمية في صفوف البالغين تصل الى خمسين في المئة. ودعت أميرة حق، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدةالجديدة الخاصة بتيمور الشرقية، الحكومة الى تخصيص جزء أكبر من موازنة الدولة لتربية الشابات اللواتي لديهن طفل.