عبّر مواطن (لم يصرّح باسمه) عن معاناته مع مكبر الصوت للمسجد الملاصق لمنزله، الذي اضطره ارتفاعه الزائد عن المعقول إلى البحث عن منزل آخر يستأجره. لافتاً إلى أن «الناس في السابق كانت تبحث عن مجاورة المساجد، نظراً لقربها ولسهولة اللحاق بالجماعة، في حين أصبح الاقتراب من المساجد في هذه الآونة سبباً للمتاعب، نظراً للإزعاج الذي تسببه المضخمات للأطفال». وأضاف: «جاورت المسجد لمدة سنتين في الشقة التي استأجرتها، وعندما رزقت بمولودي الأول بدأت المعاناة على النحو الآتي: يحضر المؤذن قبل صلاة الفجر بساعة ليؤذن الأذان الأول، فينفخ في الميكرفون نفخة كنفخة الصور، ويلعلع صوته على أعلى العمارة التي أنا فيها، فتصيب طفلي نوبة ذعر، فتستيقظ والدته محاولة هدهدته، وما ان يهدأ ذعره حتى ينطلق أذان الفجر الثاني، فنعود إلى المربع السابق، وقد شرحت الأمر مرات عدة لإمام المسجد ومؤذنه، وعلى رغم محافظتي على الصلاة في المسجد، إلا أنهما لم يعيرا ملاحظتي أي اهتمام، واستمر الأمر على ما هو عليه، الأمر الذي اضطرني إلى البحث عن شقة أخرى (بعيدة عن المسجد) للانتقال إليها، وهو ما لم أجده إلا بصعوبة وبفارق ماديّ، وأتمنى أن تعوضني حسنات خطواتي إلى المسجد عما فقدته من قربي له». من جهته ، أوضح الاختصاصي النفسي وليد الزهراني أنه ليس من الجيد أن يتم «حرمان أطفال البيوت من صوت الأذان، وذلك لأهمية أن يتعودوا ويتعلموا الأطفال قيمة الصلاة والأذان». وفي الجانب الآخر كشف الزهراني عدداً من حالات الذعر التي تزور العيادات النفسية بسبب إزعاج المؤذنين، وزاد: «بعض الحالات التي تأتيني في العيادة تكشف أن لدى بعض الأطفال مشاعر خوف من الأصوات العالية، ومن أسبابها ارتفاع مكبر الصوت بشكل غير طبيعي، لأن بعض الأطفال قد يلعب في الفناء ويفاجئه صوت مرتفع، وبشكل لا شعوري ينزرع في داخله الخوف والقلق، وأذكر أنني شخّصت عدداً من هذه الحالات لدى بعض الأطفال». مرجعاً السبب في ذلك إلى الصوت العالي. «وحتى لو كان مكبر الصوت منخفضاً فقد يُحدث الأذى إذا كان صوت المؤذن مزعجاً، فينتج منه قلق وتوتر داخلي، يطلق عليها البعض رهاب الأصوات العالية التي تنشأ من ارتفاع الصوت حيث تكون شخصية الطفل في العمر بين الثالثة والخامسة سريعة التأثر بالخبرات الجديدة، وقد تؤثر الأصوات المزعجة في نفسيته بشكل سلبي وتتسبب له في نوبات ذعر وتتحول بعد ذلك إلى خوف معمم».