يبدو جلياً أن كنز «القلعة» لا يزال عصياً على مسيريه، الذين لم ينجحوا هذا الموسم في الاغتراف من بحر الذهب أو الفضة أو حتى البرونز، فخرج الفريق خالي الوفاض من الموسم ولم ينجح في تحقيق آمال عشاقه ومحبيه. الصحوة المتأخرة للفريق وتغيير جلد «الأجانب» عن بكرة أبيهم كانا «مجديين»، إذ شكل الثنائي البرازيلي قوة داعمة للفريق، لكن هذا لا يخلي ساحة مسيري الأهلي من المسؤولية عن اللاعبين الأجانب، فهي حال دائمة التكرار في السنوات الأخيرة حتى بات لزاماً على الفريق احضار 3 أجانب في كل فترة تسجيل. المدربون أيضاً حال متكررة في الأهلي، والمدرب فارياس لا يجب أن يدخل ضمن هذه «الدائرة»، إذ على الإدارة الإبقاء عليه لأربعة أعوام على الأقل وهي المدة ذاتها التي قضاها مع بوهانغ ستيلرز الكوري، حتى حقق معه لقب دوري أبطال آسيا. حصيلة الأهلي كانت المركز السادس في الدوري والخروج من دوري أبطال آسيا وكأس خادم الحرمين للأندية الأبطال من مرحلة باكرة، وربما كان الانجاز الأبرز هو الوصول إلى نهائي كأس ولي العهد، وهذه المحصلة بلا شك غير مرضية لمحبي «القلعة». الأهلي بلغة الأرقام لا يمتلك «موازنات» توازي ما تصرفه أندية المقدمة، لكنه استطاع في المنعطف الأخير من المنافسات أن يقدم نفسه بشكل ملائم أو بحال أفضل مما كان عليه في بداية الموسم، ما يعنى أن الفريق لديه ما يؤهله من الإمكانات لتحقيق نتائج إيجابية. لا أحد يعرف علة «القلعة» ولا أي الأركان أكثر خللاً في منظومته، فعلى صعيد العناصر يمتلك الفريق كوكبة من اللاعبين المميزين كعناصر «مستقلة» لكنهم ك«مجموعة» لا ينجحون في مقارعة نظرائهم، وفي الجانبين الإداري والشرفي يمتلك الأهلى أفضل الإداريين والشرفيين وعلى رأسهم الأمير خالد بن عبدالله، وعلى الصعيد الجماهيري فالنادي رقم ثابت في قائمة الفرق الأكثر جماهيرية، لكن على رغم كل ذلك فإن قلعة «الكؤوس» لم تعرف طريق أي كأس هذا الموسم. الأهلي يدخل الموسم المقبل باستقرار نوعي، بدءاً من مشرف شاب اكتسب خبرة لا بأس بها في موسمه الأول ومدرب عاش أجواء الفريق في موسم سابق ولاعبين أجنبيين مميزين، ولذلك فهو مطالب بما يطفئ عطش جماهيره، أما إذا كرر موسم الخروج خالي الوفاض فإن المعادلة الأهلاوية تحتاج إلى مراجعة لتعديل «متغيراتها وثوابتها» من أجل الحصول على نتائج «جديدة».