تبادل المسؤولون العراقيون والأتراك، خلال اليومين الماضيين، رسائل أشبه ب «حوار طرشان»، تناولت وجود القوات التركية في البصرة. وفيما تهكم رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو على تصريحات وزير الخارجية إبراهيم الجعفري الذي هدد باستخدام القوة لطرد هذه القوات، قال له نظيره حيدر العبادي إن الحدود السورية أقرب إليها إذا كان هدفه محاربة «داعش». وكانت تركيا دفعت بقواتها إلى عمق120 كلم داخل الحدود العراقية، وأعلنت نيتها الانسحاب من المنطقة بطلب من الرئيس باراك أوباما، لكن المعلومات تؤكد أن مئات الجنود مازالوا حيث نشروا منذ أسابيع، بالإضافة إلى عشرات الآليات والدبابات في معسكر بعشيقة، الذي تعرض أخيراً لسلسلة هجمات من «داعش». وقال العبادي في بيان الليلة قبل الماضية إنه أبلغ إلى داود أوغلو، خلال اتصال هاتفي أول من أمس، أن «القوات التركية سببت مشاكل وتوترات كثيرة لا داعي لها»، وان «أنقرة لم تلتزم اتفاقاً سابقاً يقضي بسحبها». وجاءت المكالمة بعد تصريحات لرئيس الوزراء التركي، رداً على تهديدات الجعفري باستخدام القوة لطرد الجنود الأتراك، فقال متهكماً إن «بغداد لا تسيطر على ثلث أراضي العراق، عليها التفكير بقتال داعش بدل قتال تركيا». لكن العبادي الذي جدد طلبه سحب تلك القوات قال: «ما من سبب يجعل تركيا ترسل مدربيها إلى مناطق عميقة داخل الحدود العراقية، مثل الموصل، كي تعرضهم للخطر، بل هناك معسكرات تدريب آمنة في مناطق أخرى». وأضاف، في رد غير مباشر، على تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان عن تعرض بلاده لتهديدات «داعش»، أن «داعش على حدودكم من الجانب السوري وأنتم لا تقاتلونه. وهناك مسافة شاسعة بين التنظيم في الموصل وحدودكم، وبالتالي لا خطر عليكم من الأراضي العراقية». ويرى مراقبون أن بغدادوأنقرة في «حوار طرشان» فليس هناك من خطوات جادة لتسوية الخلاف بينهما، فتركيا لا تقدم طلباً رسمياً إلى الحكومة العراقية لشرعنة وجود قواتها، والعراق لا يرغب في إعطائها دوراً محورياً في عملية تحرير الموصل، وهو متمسك بأنه لم يطلب منها أي مساعدة عسكرية. إلى ذلك، أكدت حكومة إقليم كردستان بدورها أنها لم تطلب تدخل القوات التركية، وطالب رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني والعبادي في بيان مشترك أمس، ب «مغادرة القوات فوراً لأنها موجودة من دون علم وموافقة الحكومة المركزية التي تحرص على إقامة علاقات حسن الجوار مع محيطها».