باريس - أ ف ب - اكتشف باحثون فرنسيون أول جزئيات فعالة في الحماية من سمّ الريسين الذي يمكن استعماله كسلاح بيولوجي، بحسب دراسة نشرت في المجلة العلمية «سيل». وتتيح هذه الجزئيات معالجة مضاعفات حالات تسمم غذائي ناتجة من مواد سامة أخرى مثل «الشيغا» وحتى الكوليرا، بحسب مفوضية الطاقة النووية والطاقات البديلة وهيئات أخرى شاركت في البحوث. والريسين من المواد التي تخضع لأكبر قدر من المراقبة، إذ استخدمت في حالات قتل سياسي وجرائم بيولوجية وحالات انتحار. وزاد اغتيال الصحافي البلغاري جورجي ماركوف في 1978 شهرة الريسين الذي يمكن استخلاصها من بذور يصنع منها زيت الريسين الذي يستخدم في الصابون وزيت المكابح. وبسبب غياب اي مضاد لهذه المادة، لا يمكن معالجة آثارها في الجسم وتظهر عوارض التسمم بعد ساعات قليلة من التعرض لها، وتؤدي الى الوفاة بعد ثلاثة الى خمسة أيام. وقال دانيال جيلي، وهو باحث في المفوضية انه بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 وقضية «ظروف الجمرة الخبيثة»، قررت بعض الدول بدء أعمال البحث «حول العلاج والتطهير من الريسين». ومن بين 16500 ألف عنصر كيماوي، تمكن الباحثون من عزل ثلاث جزئيات فقط قادرة على منع التأثير السام للريسين. وأوضح الخبير ان الحصول على «دواء حقيقي» يعتبر مضاداً للسم قد «يتطلب سنوات عدة». وأضاف انه الى جانب أهميتها لمعالجة مسألة الإرهاب البيولوجي، تبيّن ان هذه الجزئية «فعالة ضد سموم تهدد الصحة العالمية» وتسبب أمراضاً مرتبطة ببكتيريا العصيات القولونية. ويحتمل أن يساعد هذا الاكتشاف على الحد من هذا المرض الذي يكون قاتلاً أحياناً، خصوصاً لدى الأطفال دون الثالثة من العمر، وذلك بسبب سموم مادة الشيغا التي تسبب إسهالاً نزفياً حاداً، وفي بعض الحالات تلف الكريات الحمراء وتضرر الكلى.