بعد مداولات عدة ونقاشات محتدمة امتدت لثلاثة أيام، أجمع مئات الأطباء النفسيين العالميين على أهمية التواصل البحثي والعلمي بين العاملين في حقل الطب النفسي كافة، وشددوا غير مرة على ضرورة تكييف المستجدات وتبادل الخبرات، وطالبوا أيضاً بتوافق الأبحاث العلمية مع حاجات المرضى، وتوظيف التقدم العلمي في الممارسات المهنية. وفي جدة، ركزت توصيات المؤتمر العالمي السادس للطب النفسي الذي عقد في المحافظة الساحلية أخيراً على ضرورة البحث العلمي والتواصل المستمر بين المؤسسات الصحية النفسية الإقليمية والدولية لتحقيق الاستفادة من الخبرات، وحوت توصيات المؤتمر عدداً من النقاط المتعلقة بالمجال النفسي، طالبت بضرورة تكييف المستجدات والخبرات المتبادلة والأبحاث من خلال التواصل العلمي مع الهيئات والمؤسسات الصحية والنفسية مع الواقع والمجتمع وتنمية الأبحاث العلمية المبنية على البراهين والمتعلقة بالجوانب النفسية والاجتماعية وتوافقها مع حاجات المرضى، وتوظيف التقدم العلمي في مجال تشخيص وعلاج الأمراض النفسية وتطبيقه في الممارسة المهنية، ومواجهة التحديات الحالية والمستقبلية في مجال الاضطرابات الحديثة المتعلقة بالتغيرات الاجتماعية في مجال البحث والتحليل والدراسة العلمية، وأهمية التركيز على الفروقات النفسية المتعلقة باختلاف الجنس وتنمية المهارات الاجتماعية في التعامل مع المرأة فيما يحقق الاستقرار النفسي، والتعرف على التغيرات والأنماط الحديثة في الإدمان، وضرورة تكييف البرامج العلاجية المتوافقة مع المتغيرات والاهتمام بالنشء في المراحل العلمية المختلفة لبناء المفاهيم الحديثة، وتنمية عوامل الحماية وتقليل عوامل الخطورة فيما يحقق تحصينهم من المخدرات والاعتلالات النفسية والتعامل مع الإحباط بأشكاله كافة، والتعرف على العوامل المؤدية إليه في مجالات العمل وتنمية قدرات العاملين وتحفيزهم نحو التغيير والإبداع وأهمية زيادة معرفة ومهارات العاملين في مجال الصحة النفسية من خلال تكثيف اللقاءات العلمية والتدريب المتقن. وكان المؤتمر الذي نظمته الجمعية السعودية للطب النفسي تحت عنوان «نماذج العلاج الحديثة في الطب النفسي» تناول طرق الإبداع في جو العمل، والمقاييس النفسية الحديثة لمرضى الاكتئاب، إضافة إلى التناول الشمولي لتشخيص علاج السمنة والنحافة ومهارات التواصل. بدوره، أكد استشاري الطب النفسي نائب رئيس الجمعية السعودية للطب النفسي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور محمد الشاوش خروج المؤتمر بالفائدة المرجوة منه، من خلال تفاعل المشاركين والمحاضرين، «ما انعكس ايجابياً على العمل الميداني في المجال النفسي والاجتماعي». بينما أوضح سكرتير عام المؤتمر الدكتور محمد خالد أن عدد المشاركين في المؤتمر هذه المرة تجاوز الأعوام السابقة، إذ وصل عدد المؤتمرين هذا العام إلى ثلاثة آلاف مشارك.