تشرّع ستة متاحف تراثية في منطقة جدة التاريخية، أبوابها غداً لتحكي قصص وحكايات الماضي، إذ ستعود تلك المتاحف المتخصصة بزائرها إلى أكثر من قرن، من خلال تحف ومجسمات تراثية تروي كل واحدة منها قصصاً لأشخاص عاشوا في ذات المنطقة في تلك الحقبة الزمنية. وقال رئيس مجموعة الحفاظ على التراث أحمد الهجاري ل«الحياة»: «إن الهدف الرئيس من إنشاء تلك المتاحف هو الحفاظ على الهوية وتعريف الجيل الجديد وزوار مدينة جدة بتاريخ هذه المنطقة وتراثها، إذ إن المتاحف الستة تختلف بحسب التخصص، منها ما هو متخصص في الضيافة والتي تعد جزءاً من التراث الحجازي، وأخرى عن الفن التشكيلي والمجسمات، إضافة إلى متحف يعرض جميع الأدوات الفنية والموسيقية التي كانت تستخدم قديماً في المنطقة، إلى جانب متحف للعملات وآخر للزي الحجازي ومكونات البيوت الحجازية في الماضي». ونوّه إلى أن معروضات المتحف تم جمعها خلال 40 عاما، مبيّناً أن بعضها تعود إلى القرن ال18، فيما أكد أن المتاحف تضم أكثر من 200 قطعة، مشيراً إلى احتواء متحف الضيافة على أطقم تقديم الشاي والقهوة، ومطاحن البن، ومطاحن للطعام، و«سماورات» ودِلال القهوة وذلك للتعرّف على أشكالها ومسمياتها كالقرشية والمكية والبغدادية وغيرها. وعن أهمية تدشين متحف الضيافة، أفاد الهجاري بأن مجموعة الحفاظ على التراث تسعى للمحافظة على الإرث الوطني المميز لمنطقة مكةالمكرمة وجعل المنطقة التاريخية منطقة جذب سياحي للتعرف على الجذور التاريخية لجدة القديمة، مبيّناً أنه خُصص متحف الضيافة لأدوات صناعة القهوة والشاي لكونها من مميزات الأمم والشعوب، مستشهداً بإقبال الكثير من كبار السن والشباب ورغبتهم باستعادة روح الأصالة والتراث والحنين إلى الماضي. يذكر أن جلسة الشاي في جدة القديمة لها كثير من التقدير عند أهالي جدة فهم يعدون لها المكان والزمان والأدوات، إذ تشكّل بذاتها فناً من فنون الحياة اليومية، كما أن المبنى الذي يضم بين جنباته المتحف ذو قيمة تاريخية لكونه بُني قبل أكثر من ثلاثة قرون، ويقع على زاوية تسمى «أبو عنبة» والتي عرفت بهذا الاسم لوجود كرمة من العنب في ساحته، إذ تم إعادة ترميم وتوظيف القاعة لتصبح متحفاً تاريخياً يحفظ التراث ويعزز الهوية الوطنية برؤية مستحدثة للتراث الحجازي.