أبدت قائمة «نينوى المتآخية» الكردية في مجلس محافظة نينوى تفاؤلها بحل المشكلات والقضايا العالقة بينها وبين غريمتها قائمة «الحدباء الوطنية» العربية السنية، وذلك على رغم عدم وجود أي مبادرات من «الحدباء» لتطبيق ما جرى التوصل اليه في محادثات بغداد قبل أيام. وقال ممثل قائمة «نينوى المتآخية» مهدي هركي في تصريح الى «الحياة» إن الأكراد لم يلاحظوا «نتائج ملموسة بعد المحادثات التي جرت في بغداد، ولكن هناك لقاءات جانبية مع جهات تتوسط بيننا وبين قائمة الحدباء من أجل تقريب وجهات النظر. أما عن تطبيق محاور المحادثات على أرض الواقع، فليس هناك أي شيء ملموس في هذا الخصوص». وأضاف هركي: «ليس هناك نية لرجوع قائمة نينوى المتآخية الى مجلس المحافظة طالما أن ثلث المجلس الذي تمثله، اضافة الى ممثل قائمة عشتار الوطنية التي تمثل المسيحيين، لا يؤخذ برأيهم». وزاد أنه «على رغم الأوضاع الحالية، نحن متفائلون بأن يكون هناك تقدم على هذا الصعيد، ولو أن الخطوات في هذا الاتجاه ما زالت في مهدها وتحتاج الى جهد لتطويرها». ورعى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أواخر نيسان (أبريل) الماضي سلسلة اجتماعات بين ممثلي قائمتي «الحدباء الوطنية» و «نينوى المتآخية» لتدارك حال المقاطعة التي أعلنتها الاخيرة وحلحلة المشكلات التي طفت على السطح في محافظة نينوى بعد الانتخابات الأخيرة لمجلس المحافظة يوم 31 كانون الثاني (يناير) الماضي، والتي أسفرت عن فوز «الحدباء» ب19 مقعداً، فيما حصلت «نينوى المتآخية» على 12 مقعداً من أصل 37. وتصاعد التوتر بين القائمتين بعدما وزعت قائمة «الحدباء الوطنية» كل المناصب الادارية الرفيعة في المحافظة (المحافظ ونائبيه ورئيس مجلس المحافظة) بين أعضائها، ما أثار حفيظة أعضاء قائمة «نينوى المتآخية» التي أعلنت مقاطعتها أعمال المجلس حتى الأخذ بمطالبها. ولم تتوقف أعمال المقاطعة على مجلس المحافظة فحسب بل امتدت أيضاً إلى الحدود الادارية لنينوى حيث أعلن مسؤولون في أقضية خانقين ومخمور وسنجار و12 من مديري الوحدات الادارية مقاطعتهم لمجلس المحافظة، ملوحين بأنهم سيطالبون بالانضمام الى اقليم كردستان العراق رسمياً إذا استمر تهميش دور الأكراد. ووصف مهدي هركي الرسالة الجوابية التي بعث بها رئيس الجمهورية جلال طالباني الى قائمة «نينوى المتآخية»، بأنها «تضع النقاط على الحروف في قضية تمس في شكل مباشر الواقع العراقي المتشابك، نحن على أتم الاستعداد لاتباع وتطبيق فحوى رسالة رئيس الجمهورية لكن المشكلة تكمن في قائمة الحدباء التي يبدو أنها لا تملك رؤى واستراتيجية لاصلاح الوضع الراهن وحل الاشكالات». وكان طالباني ذكر في بيان أصدره مكتبه رداً على رسالة تلقاها من قائمة «نينوى المتآخية» عن الأوضاع في الموصل، أن خرق قائمة «الحدباء» مبدأ التوافق الوطني خطأ خطير له انعكاساته السلبية على مستقبل العراق. وأوضح طالباني في البيان أنه إذا فازت كتلة «الائتلاف العراقي الموحد» الشيعية في الانتخابات البرلمانية مرة أخرى واستحوذت على كل المناصب، فإن أعضاء قائمة «الحدباء» لن يقبلوا بذلك بكل تأكيد مثلما لن يرضى العرب والتركمان في أن يسيطر الأكراد على كل المناصب الادارية في محافظة كركوك. وأوصى قائمة «نينوى المتآخية» باللجوء الى المحكمة الاتحادية لتطبيق القانون والعدالة، مشيراً في الوقت ذاته الى أنه ليس حكماً في هذا الأمر.