استبقت شركة «باناسونيك» اليابانية موعد مباريات كأس العالم لكرة القدم للاعلان عن اطلاق مجموعة أجهزة تلفاز البلازما الفائقة الدقة بما في ذلك تلك المزودة بتقنية ثلاثية الأبعاد في منطقة الشرق الاوسط، لتنضم المنطقة العربية الى ركب التحول من مشاهدة التلفاز الى معايشته، والذي سبقته الى هذه التجربة الولاياتالمتحدة وأوروبا. وبهذا المعنى بات في مقدور عشاق كرة القدم العرب ان يعيشوا مباريات كأس العالم المقبلة من داخل الملاعب... ولو افتراضياً. واختارت شركة «باناسونيك» قبل يومين مدينة دبي لاطلاق مجموعة عام 2010 من أجهزة تلفاز البلازما (ڤييرا VIERA) الفائقة الدقة، بما في ذلك أجهزة تلفاز ثلاثية الأبعاد «ذات الدقة الفائقة الكاملة» (فول إتش دي)، وأبرزها شاشة عملاقة مقاس 50 بوصة (انش)، الى جانب الطراز DMP-BDT300 من مُشغِّلات أقراص «بلو راي». وكانت طائرات أقلت عشية الحدث مجموعة من الصحافيين العرب، حيث حرصت الشركة اليابانية الداعية على ان يكونوا من صحف خليجية، الى الإمارة الاكثر دهشة بأبراجها الشاهقة والتي تتنافس على الارتفاع عمودياً، على رغم كثرة اللافتات المعلقة على طوابقها معلنة شغورها للإيجار، وذلك للإقامة لليلة واحدة في المدينة الاعلامية، تمهيداً لتغطية الحدث الذي ارادته الشركة ان يكون الاكثر إبهاراً. من فندق «راديسون بلو» الى فندق «جميرا بيتش» مسافة 20 دقيقة كافية لاختبار طقس يقول عنه المقيمون في دبي انه جميل على رغم ان الحرارة تتعدى ال30 درجة مئوية ويمنّون النفس بطول بقائه على هذه الحال، وأمام القاعة المخصصة للحدث سجادة حمراء وضيافة يابانية وقاعة توزعت فيها عشرات شاشات البلازما وأخرى خصصت لتقديم الشروح من على شاشات كبيرة وتوسطتها منصة من حديد احيطت بستار ابيض اختفى خلفه الجهاز الحدث 3DTV، والذي ازيح عنه وسط احتفالية اختلط فيها الدخان الضبابي وأضواء الليزر وفتيات ظهرن بلباس اسود ووضعن على اعينهن النظارات الخاصة بالتلفاز. شروح كثيرة قدمت عن تقنية البلازما الثلاثية الأبعاد المتقدمة بالمقارنة مع غيرها من الاجهزة المنافسة على صُعُد مختلفة، «مثل الحدّ من تداخل الموجات أو التشويش، وتحفيز نقاء الصورة المتحركة وصفائها إلى مستويات أخاذة، وتعزيز فاعلية الإنارة وجودة الصورة حتى عند مشاهدة المحتوى الثنائيّ الأبعاد». وقال المدير العام ل «باناسونيك» الشرق الأوسط للتسويق، سيغي كويوناغي، ان الشركة «عازمةٌ على الاستحواذ على حصة سوقية تبلغ 50 في المئة من سوق شاشات التلفاز الكبيرة الثلاثية الأبعاد بحلول العام 2012، وحصة 25 في المئة من سوق شاشات التلفاز التي يزيد حجمها عن 37 بوصة في منطقة الشرق الأوسط». اما مدير المجموعة «أيه في سي نتوركس كومباني - باناسونيك كوربوريشنال» كينجي ياسوهارا فتحدث عن التطورات المتسارعة التي تشهدها صناعة أجهزة التلفاز على مدى الأعوام الماضية، وارتكزت إلى الكثير من الابتكارات التقنية». وقال: «على رغم أنَّ جهاز التلفاز انحصرت وظيفته، في أيامه الأولى، في عرض المواد التلفازية، ازدادت أهميته عندما تطوَّرت الخاصية الاتصالية مع الأجهزة السمعية والمرئية المختلفة، ومع تزايد الإقبال على أجهزة التلفاز الفائقة الدقة (HD) وانتشارها بوتيرة متسارعة، وتوافر المحتوى التلفازي الملائم لذلك، انطلقت التجربة التلفازية نحو آفاق غير مسبوقة. واليوم، باتت التقنية التلفازية الثلاثية الأبعاد الدعامة الأساسية لتجربة المشاهدة الأخاذة، ونقطة الانطلاق نحو بُعْد آخر وغير مسبوق في هذا المضمار». وتفخر الشركة اليابانية بأنها لعبت دوراً اساسياً في انتاج فيلم «افاتار» الذي ادهش العالم، لجهة تقنية الابعاد الثلاثة، واعتبرت من خلال المدخلات التي تكررت على سماع الصحافيين انها «ترغب بالعبور بالمشاهدين نحو عهد جديد من التجربة التلفازية والترفيهية الأخاذة بكل تفاصيلها، عبر توفير تجربة ثلاثية الأبعاد لا تقلُّ في روعتها وتشويقها وإثارتها عن التجربة السينمائية الكاملة». وسيتوافر أوُّل طرازين من مجموعة أجهزة تلفاز البلازما (VIERA) الثلاثية الأبعاد وذات الدقة الكاملة «فول إتش دي» خلال العام الحالي، وفي البداية، ستتضمَّن السلسلة VT20 جهاز تلفاز البلازما (ڤييرا) TH-P50VT20 مقاس 50 بوصة، على أن تنضمَّ إلى هذه السلسلة أجهزة تلفاز بلازما أخرى تدريجاً وتباعاً». ويتميز الطرازان المذكوران بتصميمات عصرية مع أُطر باللون البرونزي المعدني. ويشمل هذان الطرازان نظارةً ثلاثية الأبعاد من «باناسونيك». وأشار القيمون على الشركة الى انه «لعرض أفضل صورة ثلاثية الأبعاد بأفضل دقة ممكنة، عزَّزنا سرعة المادة الفوسفورية المغلِّفة للخلية الضوئية، وعند اقتران ما سبق بالتقنية ذات الدقة الفائقة الكاملة «إتش دي»، يدمج الدماغ، بطريقة تلقائية، الصورَ الملتقطة من قبل كلِّ عين ويحوِّلها إلى مادَّة ثلاثية الأبعاد. وعبر الارتقاء بالقدرات الاستثنائية لأجهزة تلفاز البلازما، مدعومة بالتقنية الفائقة الكاملة «إتش دي»، تضمن هذه التقنية صورةً ثلاثية الأبعاد وباهرةً في نقائها ودقتها». ولتحويل التلفاز من وظيفة المشاهدة الى وظيفة الاستخدام، زوَّدت «باناسونيك» أجهزة تلفاز البلازما الثلاثية الأبعاد ذات الدِّقة الفائقة الكاملة بمجموعة مزايا متقدمة. إذ تتيح خاصيّة «فييرا كاست» (VIERA CASTTM)، حزمة برمجة الإنترنت المبتكرة من «باناسونيك»، للمشاهدين الدخول إلى خدمة الأفلام والخدمة المعلوماتية وخدمات الاتصالات المختلفة، بما في ذلك خدمة «أمازون فيديو أون ديماند» و «بلومبيرغ نيوز» و «فوكس سبورتس» و «نت فليكس» و «سكايب» وغيرها على أجهزة «فييرا». كما تتيح خاصيَّة «فييرا لينك» (VIERA LinkTM) للمشاهدين التحكم بكل الأجهزة السمعية والمرئية المتوافقة معها عبر جهاز تحكم عن بُعد واحد. وبفضل خاصية(VIERA Image ViewerTM) يمكن المشاهدين عرض أفلامهم وصورهم الخاصّة الفائقة الدقة عبر منفذ لبطاقة الذاكرة الرقميَّة الآمنة «إس دي». ويضمن الطراز DMP-BDT300 من مُشغِّلات أقراص «بلو راي» كما يشير القيمون على الشركة نقلَ تجربة ثلاثية الأبعاد إلى أجهزة تلفاز البلازما المتوافقة معها. كما يتوافق هذا الطراز مع نطاق عريض من المعايير الصوتية، كما أن باستطاعته تحويل كل الأنساق الفيديوية المعيارية الدقة إلى النَّسَق 1080p. ويشغِّل الطراز DMP-BDT300 كل أقراص «بلو راي» المعيارية، إضافة إلى أقراص «دي في دي» والأقراص المُدمجة. ويعتمد هذا الطراز على تقنية مبتكرة مُتضمَّنة في شريحة UniPhier LSI من «باناسونيك» التي تمكِّن الجهاز من معالجة كمية كبيرة من المعلومات البصرية اللازمة لإنتاج صورة ثلاثية الأبعاد بدقة فائقة كاملة «فول إتش دي» من دون أيّ شائبة. كما تضمن تقنية المُعاينة التواؤمية نقل الألوان بدقة متناهية، وترقية كل أنساق «دي في دي» الرقمية الأصيلة إلى النَّسق 1080p. كما يوفر الطراز DMP-BDT300 من مُشغِّلات أقراص «بلو راي» الثلاثية الأبعاد كل المزايا التشغيلية التي يتوقعها العملاء بما في ذلك وصلة انترنت «فييرا كاست» وتقنية BD-LiveTM، ونظام الصوت 7.1 قنوات، وتوافقه مع النَّسقين الصوتيين Dolby® True HD و DTSTM HD. كما يمكن الاعتماد على هذا الجهاز لعرض الصّور الفوتوغرافية الرقمية الثابتة والمواد الفيديوية الفائقة الدقة بسهولة تامة. وحرص القيمون على «باناسونيك» التي بلغت مبيعاتها الصافية المجمعة 9.07 تريليون ين ياباني (90.7 بليون دولار أميركي) في السنة المنتهية في 31 آذار (مارس) 2008، تأكيد التزام شركتهم «بالاستدامة البيئية»، مشيرين في هذا السياق الى ان «كل أجهزة تلفاز البلازما ثلاثية الأبعاد وذات الدقة الفائقة الكاملة مُصمَّمة ليصل نصف عُمْرها الفعلي إلى 100,000 ساعة، أو أكثر من ثلاثين عاماً، أي بمعدّل 8 ساعات يومياً. وللحدِّ من المخلفات السامَّة عندما تصل أجهزة التلفاز إلى نهاية عُمرها، صُنِّعت هذه الأجهزة من دون استخدام الزئبق أو الرَّصاص». يجمع المسؤولون عن الشركة الذين التقيناهم في دبي على ان اطلاق هذه التقنية الجديدة هو الحدث الاكبر لها في الشرق الاوسط ويعولون على مبيعات تتزامن مع انطلاق كأس العالم، خصوصاً ان محطة «الجزيرة» الفضائية قررت اعتماد بث تقنية الأبعاد الثلاثة عبر قناة مخصصة لبعض مباريات كأس العالم، بعد اقنية اميركية وأوروبية بدأت اعتماد هذه التقنية، ذلك ان مشاهدة هذا النوع من الصورة غير ممكن لمحطات عادية، وعن ذلك يقول كيوناغي ان الاقبال على الصورة الثلاثية الأبعاد يزداد في العالم، ونحن هيأنا رزمة كاملة للمحطات التلفزيونية التي تريد الانتقال الى هذا العصر الجديد من الصورة. يشرح احد المسؤولين عن التسويق في المعرض المرافق للحدث كيف ان المشاهد لا يحتاج الى مسافة تزيد عن ثلاثة امتار بينه وبين الجهاز للتمتع بالصورة الثلاثية الأبعاد والتي لا يمكن اي شخص ان يحجبها حتى لو عبر في شكل مفاجئ بين الجالس والجهاز، غامزاً من قناة شركة اخرى لا تتمتع بهذه الميزة. ويشير الى اهتمام الشركة بتأمين خدمة ما بعد البيع. لكن هذا المسؤول المتحمس جداً للتقنية الجديدة لا يستطيع الدفاع عن الاضرار التي يمكن ان تتسبب بها تقنية الأبعاد الثلاثة للاطفال عبر المشاهدة المتواصلة لهذا النوع من الاجهزة ويحيل الامر الى دراسة تجرى في المانيا، مع حرصه على التأكيد ان مع الصورتين اللتين يبثهما الجهاز لا خوف على الدماغ من الاذية لأن النظارات المرافقة هي التي تقوم بدمج الصورتين في صورة واحدة. بقي ان سعر هذا الجهاز المطروح في الاسواق الغربية يبلغ نحو 2500 دولار اميركي ولم يتحدد سعره في الشرق الاوسط بعد، ويسجل القيمون في هذا السياق إقبال الزبون الايراني على اجهزة البلازما ذات الدقة الفائقة الكاملة (فول اتش دي) بعدما اعتمدت المحطات في ايران هذا النوع من المعدّات والبث، وبلغت مبيعات شركة «باناسونيك» فيها 50 في المئة من نسبة مبيعاتها في الشرق الاوسط.