رداِعلى مقال الكاتبة بصيرة الداود المنشور بتاريخ 13/4/2010 العدد 17174 بعنوان «أمانة التاريخ بين الشيخ الإباضي والشيخ السلفي». اطّلعت على مقال الكاتبة بصيرة الداود المنشور بعنوان «أمانة التاريخ بين الشيخ الإباضي والشيخ السلفي»، وبودي التعليق على فحوى المقال: لا أرى أن مصطلح الوهابية يمثل مشكلة أو إشكالية، لأن المهم هو المضمون والممارسات ومشاركة الوهابية أو غيرها من الاتجاهات والتوجهات الدينية في بناء الإنسان وفي تشكل المجتمعات وبناء الدول. وبأمانة كمطلع ومتخصص يصعب علي القناعة بأن أساس منشأ مصطلح الوهابية تولد من أو بسبب الخلط بين شيخ من فقهاء الخوارج ظهر في شمال أفريقيا يدعى عبدالوهاب بن رستم الخارجي الإباضي والشيخ السلفي محمد بن عبدالوهاب مع ما بينها من حقبة تصل إلى 920 سنة. مع احترامي للدكتور محمد الشويعر صاحب هذه النظرية التي لا تستند على أسس علمية. السؤال المهم ما هو المحظور من هذا المصطلح؟! ثم إن نسبة التوجهات الدينية والإصلاحية والمذهبية إلى الذين أنشأوها أو تبنوها أمر معهود لدى المسلمين ولدى غير المسلمين. الأمة الإسلامية تعرف الكثير من المذاهب الفقهية بنسبتها إلى مؤسسيها لذلك نقول المذهب الشافعي والحنفي والحنبلي والمالكي نسبة إلى الأئمة مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل، كما نطلق على أتباع أولئك الأئمة بألقاب تعود إليهم فنقول الحنابلة والأحناف والمالكية والشافعية. من هنا يبدو لي أن إطلاق وصف الوهابية على أتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب يمكن أن يندرج تحت هذا المضمون إذا أحسنا الظن وتخلينا عن الحساسيات المفرطة. الشيخ محمد بن عبدالوهاب مجدد سلفي ولا يتحرج أتباعه من انتمائهم للسلفية حتى أصبحت الوهابية وجهاً آخر للسلفية والمناهضون لفكر الشيخ محمد بن عبدالوهاب عادة يكونون مناهضين للسلفية والعكس كذلك صحيح. المهم هو إصلاح مضامين وممارسات السلفية التي أساسها دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب من الداخل ليستطيع هذا التوجه الديني مواجهة التحديات هناك ثلاث قضايا أساسية تستحق العناية من داخل التوجه السلفي: قضايا المرأة وكيف تتعامل الدولة الحديثة من خلال منظور سلفي للمرأة لضمان إنتاجيتها وعدم عزلها عن الحياة، وعلاقة السلفية بالفن من مسرح وسينما والفنون التشكيلية وسوى ذلك، وعلاقة التوجه السلفي بالآخر داخل الأمة الإسلامية وخارجها. كما أن من المهم إعادة بناء علاقات احترام بين أتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب والمذاهب الإسلامية الأخرى من إباضية وزيدية وشيعة وصوفية، من دون فوقية دينية لضمان بناء مجتمع مسلم متعاون على البر والتقوى بعيداً عن النزاعات المذهبية والأيديولوجية.