نفت حركة «طالبان» الأفغانية تصريحات لمسؤول روسي بارز، عن تبادل معلومات مع موسكو لتنسيق الجهود ضد تنظيم «داعش». تزامن ذلك مع تقرير لصحيفة «صانداي تايمز» البريطانية أفاد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقى زعيم «طالبان» الملا أختر منصور. وكان زامير كابولوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون أفغانستان، لفت إلى أن التنظيم هو «العدو المشترك» الأول لموسكو و «طالبان». وأضاف: «مصالح (الحركة) تتطابق موضوعياً مع مصالحنا، ولدينا قنوات اتصال معها لتبادل المعلومات». وأشار إلى استعداد موسكو لإرسال أسلحة إلى أفغانستان، مستدركاً: «سنكون حذرين جداً، لكن يمكن أن نفعل ذلك». وأكدت «طالبان» أنها تجري اتصالات مع «دول في المنطقة، لإنهاء الغزو الأميركي لبلادنا، ونعتبر ذلك حقنا الشرعي». لكن بياناً أصدرته استدرك: «لا نرى حاجة لتلقّي مساعدة أي جهة في ما يتعلق بما يُسمى داعش، ولا نجري أي اتصالات أو محادثات مع أحد في هذا الصدد». وعلى رغم تقدّم «داعش» في شرق أفغانستان، لفتت «طالبان» الى أن التنظيم «ليس موجوداً سوى في منطقة محدودة، في واحدة فقط من الولايات ال34 في البلد، وهذا الأمر ليس مقلقاً». ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن مسؤول في الحركة تأكيده أن لا اتصالات مع روسيا. لكن «صنداي تايمز» نسبت إلى «قيادي بارز في طالبان» قوله إن بوتين التقى زعيم الحركة الملا أختر منصور على عشاء في «قاعدة عسكرية في طاجيكستان» في أيلول (سبتمبر) الماضي، لمناقشة دعم روسي محتمل للحركة. في الوقت ذاته، نقلت الصحيفة عن ناطق باسم الكرملين إن هذه التقارير «ليست ذات صلة». وكان مسؤولون روس ألقوا تصريحات متضاربة خلال الشهر الماضي، حول العلاقة مع أفغانستان. وأكدت رئيسة مجلس الفيديرالية (الشيوخ) فالنتينا ماتفيينكو حرص بلادها على «تقديم أوسع دعم ممكن لكابول» في مواجهة محاولات تمدّد «داعش». وحذرت الخارجية الروسية من أن «إرهابيّي داعش ينفذون استراتيجية هدفها الاستيلاء على أراض ومناطق مجاورة للحدود الأفغانية، من أجل إنشاء قاعدة إرهابية تكون منطلقاً لعملياتهم الإرهابية، لزعزعة الاستقرار في المنطقة». لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نبّه إلى «خطورة استخدام الإرهابيين لتحقيق أهداف سياسية»، مذكّراً ب «تجربة سيئة» لواشنطن، عندما «دعمت» تنظيم «القاعدة» في أفغانستان، ثم «انقلب عليها». ورأى خبراء في «مركز السياسة الخارجية والدفاع» المقرّب من الكرملين أن تصريحات كابولوف تعكس تغييراً في أولويات السياسة الروسية في أفغانستان ومنطقة آسيا الوسطى، اذ كانت موسكو تنتقد معلومات عن اتصالات أجرتها الولاياتالمتحدة مع «طالبان». واعتبر خبراء روس أن إعلان استعداد موسكو للتعاون مع «طالبان» يعكس «تحوّلاً هدفه، إضافة إلى مواجهة أخطار الإرهاب، توسيع مجالات المناورة أمام روسيا، في مواجهتها مع الولاياتالمتحدة، لتشمل منطقة آسيا الوسطى كلها وأفغانستان». وبرزت أخيراً إشارات إلى تكثيف موسكو تحركاتها في آسيا الوسطى، إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية عزمها على تعزيز تعاونها العسكري مع بلدان المنطقة، لكبح تمدّد «داعش». في غضون ذلك، أقدم مسلحون من ميليشيا تابعة لحاجي زاهر، نائب رئيس البرلمان الأفغاني، على قطع رؤوس أربعة من مسلحي «داعش» في إقليم نانغرهر شرق أفغانستان، بعدما كان التنظيم قطع رؤوس أربعة من أفراد الميليشيا.