رفضت الحكومة القيرغيزية شروطاً وضعها الرئيس المخلوع كرمان بيك باكاييف لتقديم استقالته ولمحت إلى إحتمال تقديمه الى القضاء، من دون ان تقطع المفاوضات الجارية معه في جنوب البلاد. في غضون ذلك تلقت سلطات قيرغيزستان الجديدة تأييد واشنطن وإشارات إلى إستعداد الولاياتالمتحدة تقديم معونات مالية عاجلة. وأعلن رئيس مجلس الوزراء الجديد ايديل بايسالوف أن «الحكومة لا تجد شيئاً يمكن أن تتفق عليه مع باكاييف». وأضاف بايسالوف: «أن باكاييف يعتبر في الوقت الحاضر رئيساً لمسقط رأسه في قريته فقط». وكانت رئيسة الحكومة الموقتة روزا اوتونبايفا أكدت عزم السلطات الجديدة على مواصلة المفاوضات مع باكاييف، مشيرة إلى ان نائبها عظيم بيك بيكنازاروف «متواجد في الجنوب وسيجري محادثات في كل من أوش وجلال آباد». لكن اوتونبايفا شددت على أنها «لن تسمح للرئيس السابق بمحاولة إستخدام الحصانة». وزادت أن «الشعب والأمة لم يسمحوا بذلك»، ملوحة باحتمال تقديمه الى المحاكمة إذا لم يقبل التنازل طوعاً عن منصبه . وأوضحت أنها ترفض الشروط التي وضعها باكاييف وبينها تقديم ضمانات أمنية له ولأفراد عائلته، مشيرة إلى أن «ما يتعلق بأقاربه ووزير الدفاع السابق، فهؤلاء الناس أطلقوا النار على المواطنين وأي ضمانات بسلامتهم بإستثناء الحماية القانونية أمام المحكمة لا يمكن أن تكون واردة». وكان باكاييف اعلن استعداده للتنازل عن منصبه في حال منح ضمانات بأمنه وأسرته والمقربين منه، وعاد أمس لتوسيع طلباته لتشمل إلزام الحكومة الموقتة بإجراء انتخابات رئاسية في غضون شهرين، وايضاً تسوية ما وصفها بأنها مشكلات تمييز تتعرض لها الاقاليم الجنوبية في البلاد، وهو أمر ردت عليه الحكومة باتهام باكاييف بمحاولة تفجير حرب أهلية. في غضون ذلك، أعلن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية روبرت بليك أن الولاياتالمتحدة على استعداد لتقديم مساعدات للحكومة القيرغيزية الموقتة من أجل استقرار الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد. وكان بليك وصل أمس إلى بشكيك، حيث اجرى لقاء مع أوتونبايفا. وأوضح بليك أن الهدف من مهمته هو التعرف عن كثب على الوضع القائم في البلاد، وكذلك استيضاح خطط الحكومة الموقتة في ما يتعلق بالإصلاحات الدستورية والانتخابات المرتقبة. وأشار بليك كذلك إلى أن الولاياتالمتحدة تولي أهمية قصوى لمسألة حقوق الإنسان والحريات المدنية في قرغيزستان. وأعلنت روزا أوتونبايفا للصحافيين، أنه تم التطرق أثناء المحادثات التي أجريت بينها وبين مساعد وزيرة الخارجية الأميركية إلى مسائل المساعدات المالية لجمهورية قيرغيزستان. في غضون ذلك حذر الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف في كلمة ألقاها في معهد «بروكينغز» في واشنطن من خطر تقسيم قيرغيزستان وتحولها إلى «أفغانستان جديدة»، معتبراً أن هذا «التهديد قائم من خلال انجرار هذا البلد إلى حرب أهلية يلوح احتمال اندلاعها بين شطريه الشمالي والجنوبي». وأشار الرئيس الروسي إلى أنه يرى ضرورة أن يقرر المسؤولون في قيرغيزستان مصيرهم، منطلقين من مصلحة الشعب لا مصلحتهم الخاصة، في إشارة إلى تأييد موسكو لمطالب الحكومة الموقتة حول إستقالة الرئيس القيرغيزي المخلوع.