أعرب رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية برنار أكواييه عن أمله بأن «يترسخ الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في لبنان»، مجدداً وقوف بلاده الى جانب لبنان «في كل ما يحتاج إليه، إنفاذاً لتوجيهات الرئيس نيكولا ساركوزي». وواصل أكواييه أمس لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين فالتقى الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي أقام على شرفه مأدبة غداء انضم إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يقيم له مساء مأدبة مماثلة يحضرها رئيس الحكومة سعد الحريري. وسيتخلل العشاء توقيع اتفاقية تعاون برلماني بين البلدين. وشدد سليمان على «عمق الصداقة اللبنانية - الفرنسية التاريخية على كل المستويات وفي كل المجالات، مشيراً الى «أن فرنسا كانت دائماً الى جانب لبنان لمساعدته داخلياً وفي المحافل الدولية». ونوه ب «العلاقة القائمة مع الرئيس نيكولا ساركوزي الذي اضطلع بدور أساسي في إنهاء الأزمة التي كانت قائمة، وكذلك بالعلاقة القائمة بين سائر المسؤولين اللبنانيين والفرنسيين، والدليل هو تبادل الزيارات الذي تشهده بيروت وباريس». وأعرب سليمان عن ثقته بأن «التعاون بين البلدين وبين المؤسسات الدستورية في كل منهما سيستمر، وكذلك في مجلس الأمن الدولي»، منوهاً «بالمساعي التي تبذلها فرنسا حيال الوضع في منطقة الشرق الأوسط وإطلاق المفاوضات للتوصل الى السلام الشامل والعادل والدائم على قاعدة مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام التي تنص على إعطاء الفلسطينيين حقوقهم وفي طليعتها حق العودة». وشكر سليمان لفرنسا «دعمها الدائم والمستمر للبنان ومساهمتها الأساسية والفاعلة في القوات الدولية العاملة في الجنوب»، لافتاً الى «علاقة أفراد الوحدة الفرنسية مع الأهالي في مناطق انتشارها، والمساعدات التي يقدمونها إليهم خصوصاً على المستويات الاجتماعية والثقافية والصحية». ووفق بيان صادر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية فان «أكواييه أطلع الرئيس سليمان على الهدف من زيارته التي تندرج في إطار التعاون بين فرنسا ولبنان على مستوى المؤسسات الرسمية وتحديداً بين الجمعية الوطنية الفرنسية والمجلس النيابي اللبناني، وكذلك سائر الوزارات والإدارات بين البلدين، مجدداً وقوف بلاده الى جانب لبنان في كل ما يحتاج إليه، إنفاذاً لتوجيهات الرئيس ساركوزي». وأعرب عن أمله بأن «يترسخ الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي القائم منذ اتفاق الدوحة، منوهاً بطريقة إدارة الرئيس سليمان للوضع اللبناني وللمساعي التي قام بها من أجل استعادة الثقة الدولية بلبنان، وقد أعطت ثمارها». وتمنى أكواييه «أن يتمكن لبنان من خلال وجوده في مجلس الأمن الدولي بالتعاون مع فرنسا تحديداً من ترسيخ حال الاستقرار وتحصين وحدته الوطنية وإبقاء أجواء الوفاق قائمة بين اللبنانيين لما فيه مصلحة بلدهم». وأمل بري في كلمة بعد توقيع الاتفاق، أن «يقوم المركز الوطني الفرنسي للادارة بدعم المركز الخاص بتدريب الموظفين في البرلمان اللبناني وهو أيضاً مركز لموظفي مجالس النواب والشعوب العربية». ورأى أن «تطوير الديموقراطية في لبنان لجعلها نظام حياة لا يتم إلا بدعم الحلول والاليات التي نص عليها الدستور اللبناني بإلغاء الطائفية وإلا فكل الأمور تكون مجرد تحسينات في الشكل ولا تعكس نفسها على العملية الديموقراطية برمتها، وهذا ما ظهر في منع مشاركة الشباب وتحجيم مشاركة المرأة في العملية السياسية». ورأى بري أن «اسرائيل تستطيع اشعال حريق في ثوب الشرق الأوسط لكنها لا تستطيع اطفاءه، ولبنان في كل الأحوال شعباً وجيشاً ومقاومة، مستعد للدفاع ضد أي عدوان، وكنا حذرنا من ترانسفير جديد وقد أعلنوه». وزار رئيس كتلة نواب «المستقبل» الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة أكواييه في منزل السفير الفرنسي في قصر الصنوبر، وكان بحث في الأوضاع الراهنة وفي العلاقات اللبنانية - الفرنسية. وكان رئيس «حزب الكتائب اللبنانية» الرئيس أمين الجميل لبى دعوة سفير فرنسا في لبنان دوني بييتون الى الفطور في قصر الصنوبر مع رئيس مجلس النواب الفرنسي برنارد ايكواييه. وتطرق ايكواييه، وفق «وكالة الأنباء المركزية»، الى «دعم فرنسا للبنان سياسياً واقتصادياً وتطوير برنامج المساعدات على الصعد كافة كما التضامن مع لبنان في المحافل الدولية»، مبدياً «قلقاً لتطور المفاوضات المتعلقة بفلسطين مما يخلق التشنجات ويشكل عائقًا أمام مسيرة السلام في الشرق الأوسط التي هي عنصر أساس لاستقرار الوضع في المنطقة». هيبيل مسرور بتعاون الحكومة شدد رئيس القلم في المحكمة الخاصة بلبنان جيرمان فون هيبيل، على أن كل الأطراف يعملون من «أجل كشف القتلة». وقال بعد لقائه أمس وزير الخارجية علي الشامي: «بصفتي رئيس القلم للمحكمة، فإنني مسؤول عن ضمان حسن التعاون بين الحكومة والمحكمة بغية تأمين استمرار عمل القضاء في استقلالية كاملة، وأن يتمكن فريق العمل المحترف من أداء مهماته». وتابع: «لذا فإن دوري كبير ويهدف الى تأمين الوصول الى العدالة بطريقة عادلة وفاعلة، وأنا مسرور جداً برؤية هذا التعاون القوي جداً بين الحكومة والمحكمة، وكلنا نسير على الخط نفسه، وهناك التزام قوي من جميع الأطراف لتحقيق هذا الهدف، وأنا مؤمن بأن هذا التعاون سيستمر». وأطلع هيبل الرئيس سليمان على «الخطوات التي بلغها عمل المحكمة، كما عقد اجتماعاً مع النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا. وقالت الناطقة الاعلامية باسم المحكمة فاطمة العيساوي ل«الحياة» ان الجميع أبدوا دعمهم للمحكمة واستعدادهم للتعاون معها، وأن هيبل شدد على التزام المحكمة ارساء العدالة وفق أسس مهنية، وبعيداً من أي تسييس».