أثار ترنح فريق النصر السعودي غضباً بين أنصاره، لا سيما وأنه لم يحقق سوى فوز وحيد في المباريات الأربع الأولى من الدوري مع مدربه المقال جورج داسيلفا، قبل أن يمثل التعاقد مع الإيطالي فابيو كانافارو بادرة أمل لإعادة البطل إلى سابق عهده، لكن الأرقام تقول إن طوق النجاة المأمول خنق النصر وحرمه من أي فرصة حقيقية للمنافسة على اللقب. وأدار كانافور، الذي لم يكمل شهره الثاني مع حامل لقب الدوري السعودي، حتى اليوم في ثمان مباريات، لكنه بدا عاجزاً عن إقناع الجماهير بقدرته على إعادة الفريق إلى سابق وهجه، باستثناء الشكل الفني اللافت الذي قدمه الفريق في مباراة الاتحاد والتي فاز فيها بثلاثية نظيفة. وحقق كانافارو الفوز في مباراتين فقط من الثمان التي خاضها، ولكن الظاهرة التي تمثل قلقاً أكبر لجمهور الفريق، هي عجزه عن تحقيق انتصارين متتاليين طوال الموسم الحالي. وفاز النصر في أربع مباريات فقط من أصل 13 في الدور الأول، منها مباراة واحدة بقيادة داسيلفا، وأخرى بقيادة مدرب حراس المرمى الكولمبي رينيه هيغيتا الذي تولى المنصب موقتاً، قبل أن يحقق فوزين متفرقين أمام الفتح والاتحاد بقيادة المدرب الحالي الذي خسر مرتين وتعادل أربع مرات، ليحقق الفريق تحت قيادته 10 نقاط فقط، من أصل 24 نقطة، ما يعني الحصول على 41 في المئة من إجمالي عدد النقاط المتاح. في المقابل لم ينجح حامل لقب أفضل لاعب في العالم والمدافع السابق للمنتخب الإيطالي وريال مدريد في تحسين وضع دفاع فريقه، بل تلقى فريقه ثمانية أهداف في ثمانية مباريات، بمعدل هدف واحد في كل مباراة، بينما فشل المهاجمون الأربعة في الفريق في تسجيل ما يزيد على 11 هدفاً، بمعدل تهديفي يصل إلى 1.3 هدف لكل مباراة. التخبط الفني للمدرب الإيطالي كشفته التغيرات الكثيرة التي يدخلها على التشكيل في كل مباراة من دون إغفال التناقض الواضح بين ما يبحث عنه كانافارو وما يحدث داخل الملعب، فبينما لعب في بعض الأحيان بأربعة مهاجمين، إلا أن ذلك لم يكفل للفريق تسجيل الأهداف أو تحقيق الانتصار، وكذلك الحال بالنسبة إلى التعديلات في الخطوط الخلفية التي لم تحمي شباك فريقه. محللو مباريات الدوري السعودي قطعوا كل جسور الود مع المدرب الايطالي، فمحلل قناة "إم بي سي برو سبورت" العراقي نشأت أكرم قال صراحة في معرض تعليقه على أداء النصر في ال"ديربي"، الذي خسره أمام الهلال أمس بهدفين في مقابل هدف، إنه "يتعجب من بقاء الايطالي في منصبه حتى اليوم". واتفق مع رأيه محمد الدعيع وخالد الشنيف الذين أجمعوا على أن كانافارو فشل في تعديل صورة الفريق أو حتى اضفاء لمسة فنية تستحق الصبر عليه. أما الجماهير النصراوية فلم تنتظر خسارة الفريق ل"ديربي" العاصمة إذ عبرت عن غضبها في غير مناسبة. وعلى رغم الهدوء والسعادة التي اعترتها بعد الفوز المميز على الاتحاد، إلا أن الثقة في قدرة كانافارو على إعادة الفريق إلى سابق عهده، لم تغلف لغة المدرج الأصفر في أي محطة.