لا شك في أن اشتراك رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، في مؤتمر القمة النووية، كان ليكون مهماً على المستوى الرمزي. فهي المرة الأولى التي يحل فيها ضيفاً على منتدى نووي دولي مصغّر. ويعني هذا اعترافاً بمكانة إسرائيل. ويصح القول إنه ما كانت لتحين فرصة أفضل ليحظى البرنامج النووي الإسرائيلي بمشروعية دولية. والقمة قرينة، على المستوى العملي، على أن «الأخيار» يعقدون في المجال النووي، للمرة الأولى، مؤتمراً يتداولون فيه قرارات تتعلق بمعالجة موضوع «الإرهاب» النووي، وهو ربما الخطر النووي الذي يتهدد البشرية اليوم. ومنذ ولادة فكرة القمة النووية هذه، حرص المنظمون، في خلواتهم بالمسؤولين الإسرائيليين، على التأكيد أن هدفها هو تأسيس منتدى نووي دولي جديد يسعى في انخراط الدول الثلاث التي لم توقع معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية - وهي الهند وإسرائيل وباكستان - في المناقشة النووية العالمية. وعلى هذا، قرار نتانياهو إلغاء مشاركته في القمة، بذريعة أن زعماء عرباً عازمون على انتقاد إسرائيل وسياستها النووية، هو قرار بائس، ولا يخدم المصالح الإسرائيلية، الى كونه قراراً غير عقلاني. وتجدر الإشارة الى أن سياسة الغموض النووي، وهي سياسة إسرائيل، لم تعد سياسة مناسبة في العالم المعاصر. وتبدو سياسة تتكتم على أسرار «خطيرة». والعالم يُطالب إيران بكشف حقيقة برنامجها النووي. فالغموض، في هذه الحال، سياسة بالية. وإذا كان نتانياهو يرى استحالة الدفاع عن سياسة الغموض النووي في قمة دولية، فمعنى الأمر أن هذه السياسة باتت تواجه محنة حقيقية. وإذا كان يشعر بأنه واقع لا محالة في فخ، ولا يمكنه الثقة في التفاهمات مع الإدارة الأميركية، فينبغي أن نخلص الى أن الأزمة الأخيرة بين إسرائيل والولايات المتحدة أعمق مما نعتقد. * أستاذ جامعي، عن «هاآرتس» الإسرائيلية، 11/4/2010، إعداد «مختارات من الصحف العبرية» الصادرة عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية (المحرر سمير صراص) بتصرف.