القدس المحتلة، طهران، برلين، نيويورك – أ ب، رويترز، أ ف ب – أكدت طهران أمس، أنها غير ملزمة بالقرارات «المعروفة مسبقاً» لقمة واشنطن حول الأمن النووي، والتي لم تُدعَ إليها، فيما اعتبرت برلين أن نيسان (أبريل) الجاري سيكون «مرحلة حاسمة» في الجهود الدولية لفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها الذري. وقال المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية إن «نتيجة مؤتمر واشنطن معروفة مسبقاً، ولا يستطيع أي من قراراتها إلزام البلدان الأخرى، لأنها لم تُدعَ ولم تشارك فيها»، معتبراً ان «الولاياتالمتحدة تبالغ في تضخيم عواقب 11 أيلول/سبتمبر، لتحويل انتباه الرأي العام العالمي عن تهديد الأمن الدولي الناجم من الأسلحة النووية (للقوى العظمى)، خصوصاً تلك التي يملكها الأميركيون». وأضاف ان «العقيدة النووية الأميركية الجديدة تثبت ان الولاياتالمتحدة لا تشعر بأنها ملتزمة بأي قاعدة دولية. أميركا هي التهديد الحقيقي للأمن الدولي». وكانت الاستراتيجية النووية الجديدة التي أعلنتها واشنطن الأسبوع الماضي، تعهدت عدم استخدام سلاح نووي ضد دول لا تملكه، مستثنية إيران وكوريا الشمالية اللتين تتهمهما الولاياتالمتحدة بانتهاك معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. واعتبر سلطانية أن «الولاياتالمتحدة وبعض الدول الغربية تتخذ من قضية البرنامج النووي الإيراني ذريعة لتغيير قوانين الوكالة الذرية وإنهاء استقلاليتها، وجعلها أداة في يد مجلس الأمن لتنفيذ مآرب معينة». أما وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي فأكد ان «لا خطة لإقامة علاقات (ديبلوماسية) مع الولاياتالمتحدة». ودعا الى التصدي ل «المؤامرات والسياسات الخاطئة التي تنتهجها بريطانيا»، قائلاً: «على بريطانيا ان تدرك ان ايران لا تتحمّل سياساتها، وستواجهها بقوة». في غضون ذلك، أكد قائد سلاح المشاة في الجيش الإيراني الجنرال احمد رضا بوردستان ان طهران «أحرزت تقدماً جيداً في ما يخص الطائرات من دون طيار، ولدينا إنتاج جيد منها». وقال: «يمكن استخدام هذه الطائرات في عمليات مراقبة وهجوم على أهداف منتقاة». وأشار الى أن إيران أنتجت أيضاً مروحيات قادرة على التحليق من دون طيار. في برلين، قال مسؤول حكومي ألماني ان «نيسان سيكون مرحلة حاسمة في جهود التوصل الى اتفاق في مجلس الأمن، في شأن فرض عقوبات جديدة على إيران»، فيما رأت المستشارة انغيلا مركل أن «الوقت مهم والأمر يتطلب اتخاذ قرار في شأن العقوبات المحتملة سريعاً». جاء ذلك في وقت نقلت وكالة أنباء «رويترز» عن ديبلوماسيين قولهم إن الصين أبلغت الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا، اعتراضها على اقتراح واشنطن فرض حظر على الاستثمارات الجديدة في قطاع الطاقة الإيراني، ضمن عقوبات جديدة قد يفرضها مجلس الأمن. وقال ديبلوماسي إن المندوب الصيني لدى الأممالمتحدة لي باودونغ أبدى استياءه من الاقتراحات في هذا الشأن، خلال اجتماعه في نيويورك الخميس الماضي مع نظرائه من الدول الخمس، في إطار مجموعة الدول الست المعنية بالملف النووي، في محاولة لصوغ قرار بفرض عقوبات على طهران. وأشار الديبلوماسي إلى ان «المندوب الصيني لم يرغب في وجه عام في مناقشة تفاصيل النص» الذي لا يتضمن دعوة الى فرض قيود على الواردات أو الصادرات في صناعتي النفط والغاز الإيرانيتين. ولفت ديبلوماسيون الى أن موسكو أبلغت واشنطن بأن ثمة نقاطاً لا تروق لها في المشروع الأميركي، موضحين ان روسيا تريد أن تركز أية عقوبات جديدة على الصناعات النووية والصاروخية الإيرانية، على غرار الجولات الثلاث السابقة من العقوبات. الى ذلك، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «الدول المستنيرة» الى التنديد بتهديدات طهران تل أبيب، والى «التحرك بتصميم» ضد البرنامج النووي الإيراني. وقال في نصب «ياد فاشيم» المخصص لضحايا المحرقة، في يوم إحياء هذه الذكرى: «لا نسمع الاحتجاجات التي نتوقعها. العالم يواصل حياته كما لو أن شيئاً لم يحصل، بينما تكثّف (إيران) جهودها لامتلاك أسلحة نووية وتهدد بشطب إسرائيل من الخريطة. ما يغضبني هو غياب الغضب في العالم».