نيودلهي - عند سفح جبال هيمالايا يدير سوامي رامديف امبراطورية صحية لليوغا تدر عليه دخلاً سنوياً قدره 40 مليون دولار ويملك جزيرة في اسكتلندا ويزعم ان اساليبه العلاجية تشفي من السرطان. ويسعى نجم اليوغا الهندي الى دخول عالم السياسة لمساعدة الفقراء ومعاقبة الفاسدين. ويأمل بأن «يطهر» الهند أكبر ديموقراطيات العالم من حيث عدد السكان البالغ 1.2 بليون نسمة من الجشع والنفوذ الأجنبي معتمداً على جمهور عريض يشاهد برامجه في التلفزيون ويزعم ان لديه نصيراً في كل منزل بطول شبه القارة الهندية وعرضها. ومن السابق لأوانه الآن القول إن رامديف سيصبح قوة سياسية جادة او مجرد مغامر يستحوذ على اهتمام الناس لفترة قصيرة. لكن من الممكن ان تستهوي رؤيته ملايين الهندوس المتمسكين بالتقاليد ويرفضون في عناد الاقتصاد الذي يتحول سريعاً الى العولمة وحينها يصبح زعيماً سياسياً يحاول كسب وده سياسيون آخرون. قال رامديف الذي يرتدي دائماً ثوباً برتقالي اللون وصندلاً خشبياً ويجلس على مقعد مغطى بالمناشف البيضاء ان حزبه سيخوض المنافسة على كل مقعد في الانتخابات العامة التي تجرى عام 2014 والبالغ عددها 543 مقعداً. ويتابع ما لا يقل عن 30 مليوناً برنامجه التلفزيوني اليومي لتعليم اليوغا ويعالج فيه مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم. ويقول رامديف ان حكومة برئاسته ستصلح النظام السياسي والقانوني والتعليمي في الهند الذي يرى انه إرث من فترة الحكم الاستعماري وإنه سيشكل محاكم تسير فيها الإجراءات بسرعة وتصدر أحكاماً على الجرائم الكبرى ومنها الفساد. وقال رامديف في معسكر مترامي الأطراف ببلدة هاريدوار الشمالية لتعليم اليوغا على ضفة نهر الغانج «الناس الفاسدون يجب ان يعاقبوا بالإعدام. هكذا سيتوقف (الفساد) وإلا لن يتوقف أبداً. السياسات التي وضعها البريطانيون ليست لإدارة البلاد... بل لنهبها». ويطلق على معسكرات تعليم اليوغا في الهند اسم «أشرم». ويريد رامديف سحب الروبية من الأسواق وإصدار عملة جديدة حتى يجبر المجرمين على اخراج النقود القديمة من جيوبهم كما يدعو الى مقاطعة الشركات الأجنبية. ويستطيع «الأشرم» الذي يديره رامديف استيعاب 6 آلاف شخص وهو المركز العصبي لثلاثة مشاريع حققت السنة الماضية دخلاً سنوياً بلغ 40 مليون دولار من بينها جزيرة اسكتلندية غيَّر اسمها الى «جزيرة السلام».