«لم ينجح أحد»... فلم يوفق التعاون في الاقتراب خطوة من حلم «الآسيوية»، ولم ينجح الرائد في تعزيز رحلة الهرب من شبح الهبوط، ولا حقق النهضة مراده فأرسله التعادل السلبي بين «قطبي القصيم» إلى «دوري المظاليم». ثلاث مباريات في افتتاحية الجولة ال24 أقيمت أمس (السبت) لم تمنح أحداً مبتغاه، إذ تعادل التعاون والرائد سلباً في بريدة، فيما فاز النهضة على العروبة بهدفين في مقابل هدف، لكن فوزه لم يشفع له بالبقاء في «دوري جميل»، فيما فاز الفيصلي على نجران بهدف من دون رد لم يؤكد نجاته من دوري الهبوط، تاركاً نجران يحوم في «دائرة الشكوك». الرائد - التعاون جاءت بداية المباراة لمصلحة فريق الرائد الذي امتلك زمام المبادرة في وسط الملعب وهدد مرمى حارس التعاون فهد الثنيان في أكثر من مناسبة، وكاد مهاجم الرائد فيصل درويش أن يضع فريقه في المقدم بعد أن تهيأت له الكرة داخل منطقة الجزاء فصوبها قوية جداً، إلا أن فهد الثنيان تصدى لها في الوقت المناسب منقذاً فريقه من فرصة هدف محققة (2). واصل الرائد بعد ذلك مسلسل السيطرة في شكل واضح على الملعب من خلال تناقل الكرة، وعلى رغم أفضلية «الفريق الأحمر» فإنه قابله دفاع محكم من لاعبي التعاون، الدقيقة ال22 شهدت أولى البطاقات الصفراء من الحكم البلجيكي تجاه لاعب الرائد عبدالعزيز الجبرين بسبب مخاشنته اللاعب مدالله العليان. تقدم عبدالعزيز الجبرين الذي كان أحد «أيقونات» الشوط الأول بالكرة إلى منتصف ملعب التعاون وقرر التصويب من خارج المنطقة، الا أن كرته اعتلت العارضة وسط متابعة من الحارس فهد الثنيان (37)، بعدها بدقائق لم يُحسن مهاجم الرائد فهد الجهني قبول هدية مدافع التعاون محمود معاذ الذي ارتكب خطأ فادحاً بإعادته الكرة إلى الثنيان من دون تركيز، ليخطفها الجهني ويحول الكرة إلى المندفع فيصل درويش الذي تباطأ في إيداعها الشباك التعاونية لينجح الحارس الثنيان في تصحيح الخطأ الذي وقع فيه زميله (42). ومن كرة ثابته كاد التعاون يخطف هدفاً يرجح كفته قبل نهاية الشوط الأول على مشارف منطقة الجزاء، تصدى له الكاميروني بول إيفولو وصوب الكرة بقوة كبيرة تغير اتجاهها بعد أن ارتطمت بالحائط، ولكنها مرت بمحاذاة القائم (44). مع انطلاق الشوط الثاني ظهر التعاون في شكل مختلف عن سابقه، وتهيأت فرصة للأردني شادي أبوهشهش داخل منطقة الجزاء، لولا أن تسديدته كانت ضعيفة (47). طالب الرائديون حكم المباراة باحتساب خطأ لمصلحة فهد السبيعي وذلك بعد تعرضه للإعاقة في فرصة انفرادية إلا أن الحكم البلجيكي أشار إلى اللاعب بالاستمرار، وسط احتجاجات اللاعب نفسه (65). وبعد سجال في وسط الملعب كاد المهاجم فهد الجهني أن يحسم الأمور لمصلحة الرائد عندما تلاعب بعدد من المدافعين قبل أن يرسل الكرة قوية جداً، إلا أن العارضة أنقذت التعاون من جديد (70)، وبعدها مباشرة أخفق مدافع الرائد الفرنسي إسماعيل داو هو الآخر في استثمار فرصة مواتية للتسجيل بعد أن وجد نفسه أمام المرمى التعاوني، لكنه لم ينجح في استثمار الموقف (71). النهضة - العروبة بدأ الضيوف المواجهة في شكل قوي، وشكلوا ضغطاً على النهضة بحثاً عن هدف مطمئن في المباراة، في الوقت الذي تراجع فيه أصحاب الأرض إلى المناطق الخلفية وأحكموا إغلاقها، ووضحت في شكل أكبر رغبة العروبة في حصد النقاط من خلال التهديد المستمر لشباك حارس النهضة فيصل الخالدي، إلا أن الأمور جاءت معاكسة عندما نجح جاسم الحمدان في خطف هدف السبق ووضع فريقه في المقدم. وواصل الضيوف ضغطهم بحثاً عن هدف تعديل النتيجة، تاركين مناطقهم الخلفية شبه مفتوحة أمام النهضة الذي اعتمد على الهجمات المرتدة، وفشل محترف العروبة الأردني عبدالله ذيب في ترجمة فرصة محققة بعدما واجه حارس النهضة الذي تمكن من إنقاذ الهجمة ببراعة في الدقيقة ال31، وازداد الضغط على شباك النهضة، وأنقذ المدافع أحمد الدوسري هدفاً محققاً للضيوف بعدما أبعد الكرة من خط المرمى (36). وفرط لاعب النهضة هاني الضاحي في فرصة تعزيز التقدم بعدما أضاع ركلة جزاء، احتسبها الحكم تركي الخضير للاعب محمد الدهامي الذي تعرض للإعاقة داخل منطقة جزاء العروبة (43). وفي الشوط الثاني، واصل العروبة ضغطه على مرمى النهضة، وتحصل على عدد من الفرص لم تشكل أي خطر على شباك الخالدي، وعز على مدافع النهضة أحمد الدوسري ضياع هجمات العروبة، فناب عنهم بالتسجيل في مرمى فريقه، بعد أن حول عكسية الأردني ذيب إلى شباك مرمى فريقه من طريق الخطأ (66). وبعد النيران الصديقة زادت حماسة لاعبي العروبة قبل أن ينهي مدافعهم فواز المولد هذه النشوة بإعاقة لاعب النهضة داخل منطقة الجزاء، ليحتسب الحكم ركلة جزاء تقدم لها محمد الدهامي الذي أعاد فريقه إلى المقدم مجدداً (69). الفيصلي - نجران جاءت البداية متوسطة في المواجهة التي استضافها ملعب الأمير سلمان بن عبدالعزيز في المجمعة، مع أفضلية نسبية لأصحاب الأرض الذين نجحوا في الاستحواذ على الكرة في شكل أكبر، وكاد مهاجم نجران البرازيلي دي سانتوس يتمكن من خطف هدف مباغت بعد مرور ثلاث دقائق على بداية المباراة، بعدما وصلت إليه كرة ذكية داخل منطقة الجزاء، قبل أن يتدخل مدافع الفيصلي محمد سالم لإبعادها عن منطقة الخطر الفيصلاوية. وبعد مرور ربع ساعة، أرسل الأردني خليل بني عطية كرة ذكية داخل منطقة الجزاء لتجد المهاجم الفيصلاوي مارسيلو الذي لم يتعامل معها في الشكل المطلوب لتخرج كرته بعيداً من الشباك النجرانية. وواصل أصحاب الأرض سيطرتهم على الميدان وسط تراجع نجراني، قبل أن يتمكن مارسيلو من إكمال كرة زميله بني عطية الذي صوب كرة قوية لم ينجح حارس نجران ناصر الصعيري في إمساكها لتجد مارسيلو الذي نجح في تسجيل أول أهداف المواجهة. وفي الشوط الثاني تحسن الأداء النجراني، ولكن من دون فعالية تذكر على شباك أصحاب الأرض، ليعود الفيصلي ويبسط سيطرته مجدداً على وسط الميدان، وسط محاولات خجولة من نجران وجدت تماسكاً مميزاً في دفاعات الفيصلي الذي نجح في الحفاظ على تسيير الأمور في الشكل المطلوب حتى نهاية المواجهة.