لم أعد أتذكر بالضبط أي نوع من المنبهات الذي أيقظني ذات صباح، ليس من نومي فحسب، ولكن من غفوتي، لم يكن أمراً سهلاً أن تدرك في لحظة، أنك كائن مستلب، وأن مرور الوقت في الدوامة نفسها يزيدك استلاباً، وحين رأيت وجهي في المرآة، وجدت روحي التي أحببتها غير مرسومة في تقاطيعي، روحي كما هي اليوم، وكما تعكسها المرآة، غافية محاصرة، وإرادتي القديمة كنت أنت من يمسك بأطرافها، هل حقاً لم أكن أعرف نفسي كما اليوم، أم أنك كنت بارعاً في اختطافها مني؟ اليوم فقط اكتشفت أنك تكبر كل يوم، وفي أول صورة لنا، كنت بجانبك وتمسك بيدي، ووعدتني بالحياة، وفي الصورة الأخيرة، لم يكن يحيط بك وحدك سوى البرواز، ليتك لم تمنحني يوماً وعداً، وليت ذاكرتي موسومة بالنسيان. الآن فقط أحب روحي أكثر فأعدها إلي.