انتقد أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود الدكتور سليمان العقيل واقع زيجات أبناء العمومة والقبيلة، مشدداً على أن الحاجة لمثل هذه الزيجات انتفت مع انفتاح المجتمع السعودي. وقال: «زيجات أبناء العمومة أو الأقارب هي فكرة تاريخية لا تتعلق بأمزجة الأشخاص أو أفراد القبيلة أنفسهم، بل هي فكرة جاءت لحاجة مجتمعية في فترة زمنية معينة، لكن هذه الحاجة انتفت في وقتنا الحاضر، ومؤيدو هذا النوع من الزيجات كمن يلتزم بقوانين انتهى مفعولها ولم يعد لها ذلك الدور الفاعل، بل ويمكن أن تؤثر سلباً في الناس». وأضاف: «في غالبية الأحيان تظل الفتيات إما عوانس أو يتزوجن ممن لا يردن، وبالتالي ربما لا تستمر الحياة الزوجية أو يعيش الطرفان في حال نفسية غير مستقرة». وأشار إلى أن المجتمع السعودي يعاني من إشكالية تتمثل بانفتاحه على ثقافات أخرى واحتفاظه بالوقت ذاته بطقوس معينة في مرحلة اختيار الزوجين، مؤكداً أن المجتمع يحتاج إلى وقت كافٍ حتى يتأقلم مع الوضع الحالي. وزاد: «الإشكالية الموجودة في مجتمعنا أنه انفتح دون أن يكون هناك نوع من الوصل بين الزوجين في مرحلة الاختيار، إذ يصعب على الشاب اختيار زوجته، وكذلك الوضع بالنسبة للفتاة التي يصعب عليها تقويم الزوج المتقدم لها». وتابع العقيل: «يعيش الشباب إشكالية عظيمة، فهو يريد زوجة تكون مناسبة له من الناحية الثقافية والاجتماعية والفكرية، وفي الوقت نفسه لا يعرف كيف يصل إلى شريكة حياته، والأمر ذاته ينطبق على الفتاة، لذلك تفضل بعض الأسر خيار زواج الأقارب أو الزواج الداخلي، أو اللجوء للبحث عن الزوجة من خلال المنتديات العامة كعروس الأفراح والجامعات أو حتى في المدارس الثانوية العامة». وأكد أستاذ علم الاجتماع أن معايير الزواج اليوم اختلفت عما كانت عليه سابقاً، «لم تعد القبيلة برأيه ذلك المعول الرئيس في اختيار الطرف الثاني»، مضيفاً: «مجتمعاتنا اليوم تتجه نحو الفردية، فطرفا الزواج يفضلان ويبحثان عن حاجات تهمهما في الطرف الثاني، ففي السابق كانت القضية مجتمعية، وكل ما يهم هو أن يزوج الأب أو الجد ابنه بناء على مصلحة اجتماعية، أما اليوم فالناس يتزوجون بناء على مصالح شخصية، وهذا هو الفرق بين استمرارية الزواج الأسري أو القبلي، والزواج المبني على الاختيار الشخصي». وطالب بضرورة النظر إلى الفوائد المترتبة على الزواج من خارج القبيلة، «في الزيجات الخارجية يكون في غالب الأمر الزواج مبنياً على الاتفاق والتوافق والثقة وموازنة المصالح بين الزوجين، وفي تقديري أن هذه الطريقة هي الأولى أياً يكن المستوى بين الزوجين، والديمومة بين الزوجين تكون في الزواج التوافقي وليس الزواج الجبري حتى لو كان زواجاً داخلياً بين الأقارب». ونوه إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: «غربوا»، كما قال: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه»، مشيراً إلى أن هذه الأحاديث تحمل معنى يقدر حقيقة العلاقة المجتمعية في الزواج.