هبطت أسعار نفط خام «برنت» اليوم (الاثنين) إلى أدنى مستوى لها منذ العام 2008، نتيجة تجدد المخاوف من وفرة المعروض من النفط في الأسواق العالمية مع بقاء الإنتاج حول العالم عند أو قرب مستويات مرتفعة في شكل قياسي، بالإضافة إلى اقتراب دخول إمدادات نفطية جديدة من إيرانوالولاياتالمتحدة إلى الأسواق. وانخفضت أسعار التعاقدات الآجلة ل «برنت» إلى 36.32 دولاراً للبرميل وهو أضعف مستوى منذ العام 2008، قبل ارتفاعها بشكل طفيف إلى 36.49 دولاراً للبرميل. ونزلت أسعار تعاقدات خام غرب تكساس الأميركي الوسيط 20 سنتاً إلى 34.53 دولاراً للبرميل أي قرب مستواه المنخفض الذي سجله الجمعة الماضي والذي كان أدنى مستوى وصل إليه هذا العام .فيما هبط الخامان القياسيان أكثر من الثلثين منذ منتصف العام الماضي. وقال محللون إن ارتفاع الدولار بعد رفع سعر الفائدة الأميركية الأسبوع الماضي والذي جعل استهلاك النفط أكثر كلفة بالنسبة للدول التي تستخدم عملات مختلفة بالإضافة إلى تجدد زيادة عدد حفارات النفط في الولاياتالمتحدة، شكّل عبئاً على أسعار النفط الخام. وتؤدي وفرة المعروض من النفط الأميركي إلى زيادة المعروض بشكل مفرط من النفط في الأسواق العالمية، في وقت يضخ فيه المنتجون الرئيسيون ومن بينهم روسيا و«منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك) مئات الالآف من النفط الخام يومياً بشكل يتجاوز الطلب. وتجاوز إنتاج روسيا 10 ملايين برميل يومياً وهو أعلى مستوى له منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، بينما لا يزال إنتاج «أوبك» قرب مستوياته القياسية فوق 31.5 مليون برميل يومياً. ومن المرجح توافر كميات جديدة من النفط قريباً، لأن إيران تأمل بزيادة المبيعات في أوائل العام المقبل، فور رفع العقوبات عن طهران. ونُقل عن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين قوله مطلع الأسبوع، إن إيران ستصدر معظم كمياتها من اليورانيوم المخصب إلى روسيا خلال الأيام المقبلة، مع اتجاهها لتنفيذ اتفاق نووي وضمان تخفيف العقوبات الدولية عنها. ويأتي هذا بعد أيام فقط من تصويت الولاياتالمتحدة بالموافقة على إلغاء حظر مفروض منذ 40 عاماً على تصديرها النفط الخام، ما سيؤدي إلى ضخ بعض من إنتاجها المفرط للأسواق العالمية. وعلى صعيد الطلب، فهناك أيضاً عوامل تدفع نحو الهبوط في وقت يشهد فيه نصف الكرة الأرضية الشمالي بدايةً معتدلةً على نحو غير معتاد لفصل الشتاء بسبب ظاهرة «النينيو»، ما أدى إلى تراجع الطلب على زيت التدفئة.