تشير دراسة أميركية إلى أن اللعب بألعاب الفيديو الثلاثية الأبعاد لمدة نصف ساعة فقط يومياً ربما يؤدي إلى تقليل احتمال تلاشي الذكريات الجديدة. ولمدة أسبوعين، طلب باحثون من 69 لاعباً مبتدئاً في ألعاب الفيديو تخصيص نصف ساعة يومياً للعب إما لعبة «أنغري بيردز» الثنائية الأبعاد، أو «سوبر ماريو وورلد» الثلاثية الأبعاد، أو لا شيء على الإطلاق. وبناء على الاختبارات التي أُجريت في بداية التجربة ونهايتها، لم يحدث تحسن لذاكرة أحد، إلا من لعبوا ألعاباً ثلاثية الأبعاد. وقال كريغ ستارك، الذي شارك في إعداد الدراسة وهو مختص في البيولوجيا العصبية في جامعة كاليفورنيا في أرفاين عن طريق البريد الإلكتروني، إن «الألعاب الثلاثية الأبعاد لديها أشياء كثيرة غير متوافرة في الألعاب الثنائية الأبعاد. «هناك مسألة المنظور وكم المعلومات المكانية الموجودة فيها والجانب الذاتي أو الاندماجي بها، إذ تشعر وكأنك موجود هناك، وكذلك كم الأشياء التي يمكن أن تتعلمها مصادفة». وقال ستارك وغريغوري كليمسون، المشارك في الدراسة وهو أيضاً من جامعة كاليفورنيا، في مجلة «علم الأعصاب» الإلكترونية إنه على رغم أن الدراسة لم تكن تهدف إلى إظهار كيفية تحسين الألعاب الثلاثية الأبعاد للذاكرة، فمن المحتمل أن لعب هذه الألعاب يحفز منطقة الحصين في المخ (أو «قرن آمون»)». وترتبط منطقة الحصين في المخ بعمليات التعلم المعقدة والذاكرة. وقال الدكتور بريان بريماك، مدير مركز بحوث وسائل الإعلام والتكنولوجيا والصحة في جامعة بترسبرغ: «إذا تأكدت مثل هذه النتائج ومددت، فإن هذا قد يفتح الباب أمام استكشاف دور لاستخدام ألعاب البعد الثلاثي للمرضى المصابين بمشكلات في الذاكرة». ولكنه قال إن من المحتمل أن ألعاب الفيديو ليست دواء لتحسين الذاكرة. وأضاف: «هناك أمور كثيرة ثبت أنها تحسن النتائج، مثل نوعية الحياة بين الناس الذين يعانون من خلل في الذاكرة وتشمل إقامة كثير من التجارب الاجتماعية في شكل شخصي مع آخرين والمشاركة في نشاط بدني في شكل منتظم». وتابع: «سيكون من العار جعل ألعاب الفيديو الثلاثية الأبعاد تؤثر سلبياً من دون قصد على أساليب العلاج المستندة إلى أدلة».