في أول ظهور مسلح له منذ فترة، تولى «جيش المهدي»، الجناح العسكري لتيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، مسؤولية حماية حشود المتظاهرين الذين انطلقوا صباح يوم أمس الجمعة من مسجد الكوفة الى ساحة الصدرين وسط مدينة النجف. وخلافاً لما أكدته أجهزة الأمن في النجف من أن مسؤولية الحماية ستتولاها حصراً قوات الشرطة والجيش والدفاع المدني من دون مشاركة مكتب الصدر، لاحظ مراقبون واعلاميون في النجف أن حشود المتظاهرين الذين قدرت أعدادهم بمئات الآلاف كانت بحماية كاملة من أنصار التيار الصدري. وبدا هذا التطور مرتبطاً بالنتائج الانتخابية التي حققها تيار الصدر (40 مقعداً)، ما سمح بعودة نشاط «جيش المهدي» الذي كان حتى وقت قريب، متوارياً ولا تظهر عناصره بأسلحتها. وكان الناطق الاعلامي باسم قيادة شرطة النجف الملازم مقداد الموسوي اكد ل «الحياة» أن «الاجراءات الأمنية ستكون مقتصرة على قيادة شرطة النجف والجيش والدفاع المدني فقط من دون مشاركة جهات أخرى وبخاصة مكتب الصدر». وطالب السيد مقتدى الصدر في بيان تلاه حازم الأعرجي أحد مساعديه المقربين ب«إخراج المحتل أولاً ونبذ العنف ووحدة الشعب العراقي». وقال إن «على جميع السياسيين النظر بعين الرحمة إلى الشعب الذي أعطاهم صوته للتخلص من المفخخات والإرهاب والاعتقالات والحكومات العميلة للمحتل والتي تملأ البلاد بالعاطلين»، وأضاف أن «على أبناء الشعب العراقي أن يتكاتفوا وينبذوا كل معاني الطائفية والتفرقة، باعتبارها السبيل لإخراج المحتل من البلاد»، مطالباً بأن «تبني سواعد الشيعة مدن ومساجد السنّة وكنائس المسيحيين والصابئة، وتبني سواعد السنّة بيوت ومراقد الشيعة». وأمل الصدر بأن «يبتعد العراق في هذه الفترة الانتخابية الجديدة، عن المتزمتين والراغبين في السلطة شهوة ورغبة وإرهاباً». وقال مدير المكتب الإعلامي للهيئة الإعلامية العليا لمكتب الصدر الشيخ خالد الكلابي ل «الحياة» إن «حشوداً كبيرة أتت من محافظات العراق المختلفة قبل يوم الجمعة لتلبي نداء الصدر للتنديد بالوجود الاميركي على أرض العراق في الذكرى السابعة للاحتلال». وأشار الكلابي إلى أن «الجماهير تحملت العناء والظروف الصعبة وجمعتها كلمة الحق في رفض الباطل المتمثل بالاحتلال الأميركي ومطالبته بالخروج من أرض العراق لخلاص الشعب مما يجري عليه من ويلات التخلف والخوف والفساد والقتل والسجون بسبب وجود هذه القوات الغازية على أرض المقدسات، وشارك في هذه التظاهرة المليونية مئات الشخصيات الوطنية والدينية والعشائرية، إضافة إلى عدد من المسؤولين». وحمل المتظاهرون الاعلام العراقية ولافتات تحمل شعارات تطالب القوات الاميركية بمغادرة البلاد، وأحرقوا دمى الرئيس الاميركي باراك اوباما ونائبه جو بايدن ووزير دفاعه روبرت غيتس وأعلاماً أميركية وبريطانية واسرائيلية. وشارك المتظاهرون العنصر النسائي وجميع أعضاء البرلمان من كتلة الصدر ورئيس جماعة علماء ومثقفي العراق الشيخ خالد الملا، وأطلقوا الشعارات المنددة بالوجود الأميركي بالعراق». وناشد خالد الملا في كلمة وجهها الى المتظاهرين «السياسيين بأن يسارعوا إلى تشكيل الحكومة الجديدة وتحقيق المصلحة العامة بدلاً من مصالحهم الشخصية». ويطالب زعيم التيار الصدري انصاره في شهر نيسان (ابريل) كل عام، بتنظيم تظاهرات شعبية يشارك فيها الآلاف من مؤيديه، تنديداً بوجود القوات الأميركية في العراق، وتطالب بخروجها، وجرت العادة على تنظيم التظاهرات في بغداد، لكن التيار قرر تنظيمها هذه المرة في مدينة النجف.