لندن - رويترز - قال علماء إن هيكلين عظميين غير مكتملين استخرجا من كهف في جنوب افريقيا ينتميان إلى نوع من أسلاف الانسان لم يسبق تصنيفه، ويعود إلى ما يقرب من مليوني سنة، وربما يسلط ضوءاً جديداً على تطور الإنسان. وتشير حفريات العظام وهي لذَكر في سن الشباب وأنثى في طور المراهقة، إلى أن هذا النوع الجديد الذي أطلق عليه اسم «أسترالوبيتيكوس سيديبا» كان يمشي منتصب القامة ويشترك في العديد من الصفات الجسدية مع أوائل الأنواع الأقرب شبهاً بالانسان الحالي. ونشر خبر العثور على حفريات أسلاف الإنسان التي يقول العلماء إنها تعود الى ما بين 1.78 مليون و 1.95 مليون سنة في مجلة «ساينس» أول من أمس، وقد يجيب على بعض الأسئلة الرئيسة حول من أين جاء البشر. وقال لي بيرغر من جامعة ويتووترسراند في جوهانسبورغ الذي قاد الفريق الذي عثر على الحفريات في آب (اغسطس) 2008 إن الاكتشاف «غير مسبوق». وأضاف «عندما عثرنا عليها لم نكن نتصور مطلقاً أننا نرى نوعاً جديداً». وامتنع عن وصف النوع الجديد بأنه «حلقة مفقودة» في تاريخ تطور الإنسان لكنه قال إنه سيساهم في شكل هائل في تفهمنا لما كان يجري في تلك اللحظة عندما ظهرت أوائل الانواع الاقرب للانسان الحالي». وعثر على الحفريات وهي لذكر في سن الشباب وأنثى في سن المراهقة في كهوف مالابا في منطقة «مهد البشرية» وهي موقع للتراث العالمي على بعد 40 كيلومتراً من جوهانسبورغ. وقال الباحثون إن لهذا النوع أذرعاً طويلة مثل القردة وأيدي قصيرة قوية وتجويف حوض متطوراً جداً وأرجلاً طويلة قادرة على السير بخطوات واسعة وربما الجري مثل الانسان. ويقدر الباحثون أن طول كلا الكائنين من النوع الجديد حوالى 1.27 متر. ويقولون إن حجم دماغ الهيكل الاصغر سناً يتراوح على الارجح بين 420 و450 سنتيمتراً مكعباً وهو صغير بالمقارنة مع الدماغ البشري الذي يتراوح بين 1200 و1600 سنتيمتر مكعب. وقال بيرجر «هذه الحفريات تعطينا نظرة مفصلة في شكل غير عادي على فصل جديد من التطور البشري... عندما أحدث أسلاف الانسان التغيير المقصود من الاعتماد على الحياة على الأشجار إلى الحياة على الأرض».