أحيت «الثانوية ال 13» في جدة، مهرجان الجنادرية يوم أمس من جديد، ونقلت مناطق السعودية كافة إلى أروقة المدرسة، من خلال تقديم نماذج عن عاداتها وتقاليدها المختلفة تضمنت الأزياء والطعام بصورة فريدة، قدمتها الطالبات بإشراف مباشر من المعلمات. وأوضحت مشرفة الفعاليات المعلمة عبير الباني ل «الحياة» أن «يوم الجنادرية الثقافي» في الثانوية انطلق بوقفة الطالبات والمدرسات لأداء النشيد الوطني، مشيرة إلى أن أعمال الفتيات ملأت أركان المدرسة عاكسة مظاهر الحياة القديمة في أرجاء السعودية. وذكرت أن الفعاليات التي استنفد إعدادها أسبوعاً كاملاً أبرزت المواهب والقدرات التي تمتلكها الطالبات في الأعمال اليدوية، فضلاً عن خلقها جواً من الود والتآلف والتعاون بينهن، موضحة أن «التكنولوجيا» الحديثة التي تعيشها الفتيات لم تمنعهن من الاعتزاز والفخر بالماضي التليد الذي جسده الآباء والأجداد. وقالت ل «الحياة»: «إن التعاون على إنجاز الفعاليات لم يكن من الطالبات فقط، بل أسهمت أمهاتهن في تقديم العديد من الأفكار، بتعليم بناتهن عادات وتقاليد عدة اندثرت مع تقادم الزمن»، مشيرة إلى أن الأمهات البسن الطالبات الأزياء التي كان يستعملها أهالي الحجاز في السابق ك«المدورة» و«السدرية» و«السروال الطويل» و«المحرمة» و«الفستان البرنسيس». ولفتت الباني إلى أن أروقة المدرسة تزينت بأطباق المأكولات الشعبية، التي نالت استحسان المشاركات، (مثل: الفول والجريش والمضبي والقرصان)، مشيرة إلى جودة وعراقة الأطعمة في الحجاز ونجد والمناطق الشمالية والجنوبية. وبينت أن فعاليات مهرجان الجنادرية المصغر تطرقت أيضاً إلى الألعاب الشعبية القديمة التي زاولها الآباء والأمهات مثل «البربر» و«طاش ما طاش» و«الدحة» و«الكميم» و«الأنميم»، موضحة أن دكان «أبو سرور» حظي بإقبال كثيف من الزائرات، لا سيما أنه كان يروج لأنواع الحلوى اللذيذة كافة، مثل: «اللدو» و«الساتو» و«اللبان المستكة»، وحلوى الليمونية والبرتقالية، إضافة إلى التمر الهندي ( الحُمر). وأشارت المشرفة على فعاليات مهرجان «الجنادرية المصغّر» إلى أن أحد أركان المعرض شمل الأواني المنزلية التي كان القدماء يستخدمونها، إضافة إلى تسليط الضوء على الحلي والمجوهرات (من الذهب والفضة) التي كانت تزين الأمهات والجدات، لافتة إلى أن الفعاليات اختتمت بأداء الفتيات «رقصة العرضة».